كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وقال له معاوية: لو علقتَ عليك عُوذةً تدفعُ بها عنك. يمازحُهُ، وكان قبيح المنظر (¬1). فقال:
أفنى الجديدَ الذي حاوَلْتُ جِدَّتَهُ (¬2) ... كرُّ الجديدين من آتٍ ومنطلقِ
لم يتركا ليَ في طُول اختلافِهما ... شيئًا أخافُ عليه لَذْعَةَ الحَدَقِ
ذكر وفاته:
[لم يذكرها ابنُ سعد، وذكرها المدائني، فقال: ] توفي بالطاعون الجارف بالبصرة سنة تسع وستين، وهو ابنُ خمس وثمانين سنة (¬3).
وروى عن عُمر، وعليّ، والزبير، وعمران بن حصين، وابن عباس، وأبي موسى، -رضي الله عنهم-.
وروى عنه يحيى بن يعمر، وأعيان التابعين، وأخذوا عنه اللغة والعربية (¬4).

عمرو بن سعيد بن العاص
ابن سعيد أبي أُحَيْحَة بن العاص بن أمية، أبو أميَّة الأشدق؛ سُمِّيَ الأشدق لأنَّه كان خطيبًا مُفْلِقًا، وقيل: لاتساع شِدْقِه.
وهو من الطبقة الثانية من التابعين من أهل المدينة، وأمُّه أمُّ البنين بنت الحَكَم [بن أبي العاص] أخت مروان لأبيه وأمّه.
[وقال ابن سعد: كان عَمرو]، من رجالات قريش، فكان يزيد بن معاوية قد ولَّاه المدينة، فقُتل الحسين - عليه السلام - وهو عليها، فبعث إليه يزيد برأس الحسين - رضي الله عنه - , فكفَّنَه، ودفَنَه بالبقيع إلى جانب قبر أمِّه فاطمة عليها السلام (¬5).
¬__________
(¬1) في (م): وقال العتبي: كان أبو الأسود قبيح المنظر، فقال له معاوية: لو علّقتَ عُوذةً تدفع بها عنك! يمازحه. ولم يرد فيها البيتان الآتيان.
(¬2) في "الأغاني" 12/ 322، و "تاريخ دمشق" 8/ 620: أفنى الشبابَ الذي فارقتُ ... وفي "تاريخ دمشق": بَهْجَتَهُ، بدل: جِدَّتَهُ. وفي رواية أخرى في "تاريخ دمشق": أفْنَيتُ جِدَّتَهُ.
(¬3) الأغاني 12/ 334، وتاريخ دمشق 8/ 623 - 624. وفيهما أيضًا عن المدائني أنه توفي قبل ذلك. قال الأصفهاني: وهو أشبه القولين بالصواب، لأنّا لم نسمع له في فتنة مسعود وأمر المختار بذكر.
(¬4) تاريخ دمشق 8/ 605، وتهذيب الكمال 33/ 37.
(¬5) طبقات ابن سعد 7/ 234. وما وقع بين حاصرتين في هذه الفقرة من (م).

الصفحة 498