كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

[قال أبو معشر: ] وبُويع له بالخلافة سنة إحدى وأربعين في جمادى الأولى، وتوفي في رجب سنة ستين، وكانت خلافتُه تسعَ عشرةَ سنةً وثلاثةَ أشهر (¬1).
وقيل: وسبعة وعشرين يومًا.
وقيل: تسع عشرة سنة إلا أيامًا.
ولما وقف عبد الملك على قبره أنشد:
هل الدهرُ والأيامُ إلا كما ترى ... رَزِّيةُ مالٍ أو فِراقُ حبيبِ (¬2)

ذكر قدوم يزيد
[قال أبو اليقظان: ] لما مات معاوية كان يزيد بحُوَّارِين ونواحي ذَنَبَةَ والماطِرُونِ (¬3) مشغولًا بلهوه وصيده، فكتب إليه الضَّحَّاك بن قيس يحثُّه على القدوم، ويخبره بمرض أبيه، فلما قرأ الكتاب قال:
جاء البريدُ بقِرْطاس يَخُبُّ بِهِ ... فأوْجَس القلبُ من قِرطاسه فَزَعا
قلنا لك الويلُ ماذا في صحيفتكُمْ ... قال (¬4): الخليفةُ أمسى مُثْبَتًا وَجِعا
فمادَتِ الأرضُ أو كادَتْ تميدُ بنا ... كأنَّ أعْيَنَ (¬5) من أركانها (¬6) انقطعا (¬7)
مَنْ لا تَزَلْ نفسُه توفي على تَلَفٍ (¬8) ... تُوشِكْ مقاليدُ تلك النفسِ أنْ تقعا
¬__________
(¬1) تاريخ الطبري 5/ 324.
(¬2) ينظر "أنساب الأشراف" 4/ 142. قوله: رزَّية، أي: مصيبة.
(¬3) حُوَّارين: من أعمال حمص، وذَنَبة والماطِرون: موضعان من أعمال دمشق. ينظر "معجم البلدان" 2/ 316 و 3/ 8 و 55/ 42.
(¬4) في "العقد الفريد" 4/ 372، و"تاريخ الطبري" 5/ 328، و"تاريخ دمشق" 68/ 333: قالوا.
(¬5) هو حصن باليمن، وأثبتُّ اللفظة من "طبقات" ابن سعد 6/ 33، و"تاريخ دمشق" 68/ 333، ورسمُ الكلمة في (ب) و (خ) أقرب إليها، ووقع في (م): ركن. وفي "أنساب الأشراف" 4/ 175، و"التعازي والمراثي" ص 119، و"العقد الفريد" 4/ 373، و"تاريخ" الطبري 5/ 328، و"تاريخ دمشق" 68/ 331: أغبر.
(¬6) في "أنساب الأشراف": أركانه.
(¬7) في "أنساب الأشراف" و"طبقات" ابن سعد و"العقد الفريد" و"تاريخ دمشق": انقلعا. وفي "التعازي والمراثي": انصدعا.
(¬8) في "طبقات" ابن سعد 6/ 33، و"التعازي والمراثي"، و"تاريخ" الطبري و"تاريخ دمشق": شرف. وفي "أنساب الأشراف": تشفي بدل: توفي. ولم يرد هذا البيت، ولا الأبيات الخمسة الأخيرة في (م).

الصفحة 59