كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 8)

وَليتُ الأمرَ بعدَه ولستُ أعتذرُ من جهل، ولا آسَى (¬1) على طلب (¬2)، فإنْ أحب اللهُ شيئًا يسَّره، وإن كرهه غيَّره. ثم نزل. فلم يقدر (¬3) أحدٌ على تعزيته. فقام عبد الله بن همَّام السلولي فقال:
اِصْبِرْ يزيدُ فقد فارقتَ ذا مِقَةٍ (¬4) ... واشْكُرْ حِباءَ (¬5) الذي بالملكِ حاباكا
لا رُزْءَ أعظمُ في الأقوام قد علموا ... مِمَّا رُزِئتَ ولا عُقبى كعُقْباكا
أصبحتَ راعيَ أهلِ الأرضِ كلِّهِمُ ... فأنتَ ترعاهُمُ واللهُ يرعاكا
وفي معاويةَ الباقي لنا خَلَفٌ ... إذا بَقِيتَ ولا نَسْمَعْ بمنعاكا (¬6)
فانفتح باب الكلام.
ثم كتب يزيد قبل كلّ شيء كتابًا إلى الوليد بن عتبة [بن أبي سفيان] بأخذِ البيعة على الحسين، وابنِ عمر، وابن الزبير - رضي الله عنهم -[وقد ذكرناه].
ذكر جملة من أخبار معاوية:
لما بُويع بالخلافة ولَّى شرطتَه قيس بن حمزة الهَمْداني، ثم عزلَه، وولَّى زُميل بن عمرو العُذْرِيّ (¬7)، وولَّى كتابته سرجون بن منصور الرومي، وولَّى حجابته سعدًا مولاه، وولَّى القضاءَ فَضالةَ بن عُبيد الأنصاريّ، فمات، فاستقضى عائذ الله أبا إدريس بن عبد الله الخَوْلانيّ.
¬__________
(¬1) في "أنساب الأشراف" 4/ 176، و"العقد الفريد" 4/ 375: أَنِي.
(¬2) في (ب) و (خ) و (م): طلب علم! والمثبت من المصادر. ينظر "أنساب الأشراف" 4/ 176، و"طبقات" ابن سعد 6/ 32، و "العقد الفريد" 4/ 375، و "تاريخ دمشق" 68/ 334.
(¬3) في (م): يقدم.
(¬4) في (ب) و (خ)، و"أنساب الأشراف" 4/ 177: ثقة، والمثبت من (م)، وهو الموافق لما في "العقد الفريد" 4/ 274، والمِقَة: المحبَّة.
(¬5) في "أنساب الأشراف": عطاء، وهما بمعنى.
(¬6) العقد الفريد 4/ 374. وبنحوه في "أنساب الأشراف" 4/ 177.
(¬7) هو زَمْل، أو زُميل بن عمرو، أو: بن ربيعة، له صحبة، ينظر "الإصابة" 4/ 16. ووقع في (ب) و (خ): زياد بن عمرو العدوي، وهو خطأ، والكلام ليس في (م).

الصفحة 61