كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)

باب الدليل على أن الصائم إذا واصل كان مفطرًا إذا غابت الشمس
3025 - حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية (¬1)، عن أبي إسحاق الشيباني (¬2)، عن ابن أبي أوفى (¬3) قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فقال لرجل (¬4): "انزل فاجْدَح (¬5)، لنا"، وكان صائمًا. فقال: يا رسول الله لو أمسيت! فقال: "انزل فاجْدَح لنا. فقال: لو (¬6)، أمسيت! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
-[19]- "إذا أقبل الليل من هاهنا -وأشار بيده حيث تجيئُ الشمس- فقد أفطر الصائم" (¬7).
¬_________
(¬1) محمد بن خازم الضرير.
(¬2) سليمان بن أبي سليمان، وهو ابن فيروز الشيباني، الكوفي (الكنى والأسماء للإمام مسلم، 1/ 36/ 8)، والشيباني، بفتح الشين المعجمة وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحبها وفتح الباء نسبة إلى قبيلة كبيرة من بكر بن وائل (اللباب، 2/ 219).
(¬3) هو عبد الله، آخر من مات بالكوفة من الصحابة (تقريب التهذيب، 296).
(¬4) في رواية شعبة عن الشيباني عند أحمد (المسند، 4/ 382): "فدعا صاحب شرابه بشراب. . .". ووقع عند أبي داود في السنن (كتاب الصوم، باب وقت فطر الصائم، 2/ 762 - 763)، من طريق عبد الواحد بن زياد عن الشيباني: "يا بلال! انزل فاجدح لنا. . . .". وقد أشار الحافظ إلى أن بلالا هو المعروف بخدمة النبي -صلى الله عليه وسلم- (فتح الباري، 4/ 198)، فقد توافقت الروايتان.
(¬5) بالجيم ثم الحاء المهملة. ووقع في نسخة (م) في جميع الأماكن التي وردت هذه الكلمة من هذا الحديث: "اجدع" بالعين المهملة، وهو خطأ من حيث الرواية والمعنى. ومعنى الجدح أن يحرك السويق بالماء ويخوصه حتى يستوي (النهاية، 1/ 243).
(¬6) وقع مبتورا في مصورة ل، فأثبته من (م).
(¬7) أخرجه الإمام مسلم من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به (كتاب الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار، 2/ 772 - 773)، وأخرجه البخاري من طرق عن الشيباني (كتاب الصوم، باب الصوم في السفر والإفطار، 4/ 179). وفي الحديث بعض الاختلافات في الألفاظ، أشار الحافظ إلى أنها من تصرف الرواة عن أبي إسحاق. وسيشير المصنف إلى بعضها. ومما لم يشر إليه اختلافهم في عدد ما وقع من قوله عليه الصلاة والسلام: "انزل فاجدح لنا"، فوقع عند المصنف ومسلم مرتين، ووقع في بعض الطرق عند البخاري: ثلاث مرات وأنه نزل في الثالثة فجدح له (صحيح البخاري، كتاب الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور، 9/ 436)، وهي رواية جرير عن الشيباني.

الصفحة 18