كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)

باب بيان حظر الصوم في الغزو عند توقع الاجتماع مع العدو بعد يوم، وإباحته قبله
3039 - حدثنا بحر بن نصر الخَوْلاني (¬1)، أخبرنا ابن وهب، حدثنا معاوية بن صالح (¬2)، عن ربيعة بن يزيد، عن قَزَعة (¬3)، قال: أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس، وهو مكثور عليه الناس (¬4)، فانتظرت خلوته حتى خلا، فسألته عن صيام رمضان في السفر، فقال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان عام الفتح فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم ونصوم حتى بلغ منزلا من المنازل فقال: "إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم". فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر. قال: ثم سرنا فنزلنا منزلا، فقال: "إنكم تصبِّحون (¬5)، عدوكم والفطر (¬6)، أقوى لكم فأفطروا". فكانت عزيمة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال أبو سعيد:
-[32]- ثم لقد رأيتُني أصوم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك (¬7).
¬_________
(¬1) الخولاني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخرها نون، نسبة إلى خولان، وهي قبيلة نزل أكثرها الشام. (الأنساب، 2/ 419).
(¬2) معاوية بن صالح بن حدير -بالمهملة مصغر- الحضرمي، أبو عبد الرحمن الحمصي.
(¬3) بزاي وفتحات، وهو ابن يحيى البصري. (تقريب التهذيب، 453).
(¬4) أي عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء. يقال: رجل مكثور عليه، إذا كثرت عليه الحقوق والمطالبات، فكأنهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها. (النهاية، 4/ 153).
(¬5) بالتشديد، تأتونهم وقت صلاة الصبح. (مشارق الأنوار، 2/ 37).
(¬6) (م 2/ 105/أ).
(¬7) رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن ابن مهدي، عن معاوية بن صالح، به (كتاب الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، 2/ 789)، وعنده: "لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك في السفر". ومعاوية بن صالح قد تكلم في حديثه عن أهل الشام، وشيخه في هذا الحديث عند مسلم وأبي عوانة، دمشقي، لكن تابعه سعيد بن عبد العزيز عند المصنف في الحديث الذي بعد هذا، إلا قوله في آخره: "في السفر" عند مسلم، فلم يتابعه عليه، ولم أقف له على متابع فيما وقفت عليه من الطرق. ورواه ابن خزيمة من طريق ابن مهدي، به بمثله. لكن الحديث عند مسلم ورد شاهدا لحديث أنس الذي تقدم عند المصنف برقم (ح 3034 وح 3035).

الصفحة 31