كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)

3452 - حدثنا علي بن حرب (¬1)، حدثنا ابن فضيل (¬2)، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله أي الصَّدقة أعظمُ أجرًا؟، فقال: "أَمَا وأبيك لتُنَبَّأنه: أن تتصدق وأنت صحيحٌ شحيحٌ تخشى الفقر وتَأْمُلُ البقاء، ولا تُمْهِل حتى إذا بلغت الحُلْقُوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان" (¬3).
¬_________
(¬1) ابن محمد بن علي الموْصِلي الطائي.
(¬2) محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم، أبو عبد الرحمن، الكوفي.
(¬3) أخرجه مسلم في الصحيح، كما تقدم من طريق ابن فضيل به مثله، وقوله - صلى الله عليه وسلم - "أما وأبيك" لفظ قد استشكل، لأننا منهيون عن الحلف بغير الله، كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر بن الخطاب =
-[433]- = وهو يسير في ركب يحلف بأبيه، فقال: ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا، فليحلف بالله، أو ليصمت".
وأجيب بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف كما جرى على لسانهم عقرى حلقى. وما أشبه ذلك، وثمة أجوبة أخرى، أقواها ما تقدم.
انظر: صحيح البخاري (الأيمان والنذور. باب لا تحلفوا بآبائكم التمهيد: 8/ 132، ح 6646)، التمهيد (14/ 367)، سنن البيهقي (10/ 29)، الروض الأنف (4/ 67)، فتح الباري لابن حجر (11/ 542)، القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 393).

الصفحة 432