كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)
باب بيان الأمر بالصدقة وإن قلت والترغيب فيها والدليل على أنها ستر لصاحبها من النار وإن كانت قليلة.
3473 - حدثنا ابن عفان (¬1)، حدثنا ابن نمير (¬2)، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عَديِّ بن حَاتم، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه تُرْجُمَان (¬3)، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا شيئًا قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه، فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتَّقي النَّارَ، ولو بشِقِّ تمرة، فليفعل" (¬4).
¬_________
(¬1) الحسن بن علي بن عفان العامري، أبو محمد الكوفي.
(¬2) عبد الله بن نُمَير -بنون مصغر- الهمداني، أبو هشام الكوفي.
(¬3) الترْجمُان بالضم والفتح: هو الذي يُتَرجم الكلام أي يَنْقُله من لُغَة إلى لغة أخرى.
النهاية في غريب الحديث (1/ 186) مادة ترجم.
(¬4) أخرجه مسلم في الصحيح (الزكاة -باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة 2/ 703، ح 1016/ 67) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش به نحوه، وسيأتي من هذه الطريق معلقًا، والحديث متفق عليه من هذا الوجه، فقد أخرجه البخاري في الجامع الصحيح (التوحيد -باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم 9/ 148، ح 7512)، ورواه البخاري أيضًا في الجامع الصحيح (الرقائق -باب من نوقش الحساب عذب 8/ 112، ح 6539) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش به، وصرح الأعمش بالسماع فيه من خيثمة، فقال: حدثني خيثمة.
ومن فؤائد الاستخراج هنا: تكثير الطرق، فقد ساقه مسلم من هذا الوجه فقط من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، وساقه أبو عوانة من طرق عنه، كما =
-[455]- = سيأتي.