كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)
3487 - حدثنا عباس الدُّوري (¬1)، حدثنا عمر بن حفص بن غياث (¬2)، حدثنا أبي (¬3)، حدثنا الأعمش، حدثنا مسلم بن صبيح، وموسى بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن هلال العتبي، عن جرير بن عبد الله، قال: كنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ جاء سائل (¬4)، فقال: تصدقوا، فخطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، فجل وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتغير، قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة، فقال: هذه يا رسول الله صدقة، ثم جاء آخر بصُرة، ثم جاء آخر بشيء، ثم آخر، قال: فسُرِّيَ (¬5) عن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سنَّ سنة في الإسلام حسنة عمل بها بعده
-[467]- كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن سنَّ سنة في الإسلام سيئة عمل بها بعده كان عليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا" (¬6).
¬_________
(¬1) عباس بن محمد بن حاتم البغدادي.
(¬2) ابن غِياث بن طَلْق بن معاوية الكوفي.
(¬3) أبو عمر الكوفي القاضي، توفي سنة 195 هـ.
قال فيه يعقوب بن شيبة: "ثقة ثبت إذا حدث من كتابه، ويتقى بعض حفظه". وقال أبو زرعة: "ساء حفظه بعد ما استقضي، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح، وإلا فهو كذا".
وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة فقيه، تغير حفظه قليلًا في الآخر".
انظر: الجرح والتعديل (3/ 186)، تاريخ بغداد (8/ 198)، تهذيب الكمال (7/ 56)، نهاية الاغتباط ص (94)، التقريب (1430).
(¬4) لم أقف على تعيينه.
(¬5) أي كشف عنه -صلى الله عليه وسلم- ما به وزال. انظر: النهاية (2/ 364) مادة سرى.
(¬6) أخرجه مسلم في صحيحه كما تقدم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش به مختصرًا نحوه، وأخرجه كذلك أيضًا مطولًا في الصحيح (العلم -باب من سن سنة حسنة أو سيئة 4/ 2059، ح 1017/ 15)، وفي رواية المصنف من فوائد الاستخراج:
1 - تصريح الأعمش بالسماع.
2 - بيان المهمل في مسلم، فقد جاء في الصحيح باسمه مهملًا، وتارة بكنيته.