كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)

باب بيان التَّرغيب في تعجيل الإفطار للصائم
3009 - حدثنا أبو العباس الغَزِّي (¬1)، حدثنا الفِرْيابي (¬2)، وأبو نعيم (¬3)، قالا: حدثنا سفيان (¬4)، عن أبي حازم (¬5)، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزالُ الناس بخير ما عجَّلوا الفطر" (¬6).
¬_________
(¬1) عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي.
(¬2) بكسر الفاء وسكون الراء بعدها تحتانية، وبعد الألف موحدة نسبة إلى فارياب، بليدة بنواحي بلخ غربي نهر جيحون، الأنساب (4/ 376)، معجم البلدان (4/ 229).
وهو محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم، أبو عبد الله نزيل قيسارية.
(¬3) الفضل بن دكين -بضم الدال، مشهور بكنيته، الملائي، بضم الميم.
(¬4) ابن سعيد الثوري.
(¬5) سلمة بن دينار الأعرج، المدني. ووقع مبتورا في مصورة ل، فأثبته من (م).
(¬6) أخرجه الإمام مسلم عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري به، وعن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب الدورقي، وعن يحيى بن يحيى، عن عبد العزيز ابن أبي حازم، كلاهما عن أبي حازم به. (صحيح مسلم، باب فضل السحور، وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر، 2/ 771).
وفيه بيان اللفظ المحال به عند مسلم، وهو من فوائد الاستخراج، وأخرجه البخاري من طريق مالك، عن أبي حازم به (كتاب الصوم، باب تعجيل الإفطار، 4/ 198).
3010 - حدثنا الصاغاني (¬1)، أخبرنا معاوية بن عمرو (¬2)، حدثنا زائدة (¬3)،
-[6]- عن الأعمش (¬4)، عن عمارة (¬5)، عن أبي عطية (¬6)، قال: دخلت أنا ومسروق (¬7)، على عائشة، فقال مسروق: رجلان من أصحاب محمد، كلاهما لا يألُو (¬8) عن الخير. أحدهما يؤخر الصلاة والفطر، والآخر يعجل الصلاة والفطر. فقالت: أيهما الذي يعجل الصلاة والفطر؟ فقال مسروق: عبد الله (¬9)، فقالت عائشة: هكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع (¬10).
¬_________
(¬1) محمد بن إسحاق بن جعفر.
(¬2) ابن المهلب الأزدي.
(¬3) ابن قدامة الثقفي.
(¬4) سليمان بن مهران الأسدي. ولم أقف على تصريحه بالسماع في جميع ما وقفت عليه من الطرق، وهو مدلس من الطبقة الثالثة عند الحافظ ابن حجر (تعريف أهل التقديس ص 67). لكن من الرواة عنه، حفص بن غياث كما في علل الدارقطني (5 / ق 140). وقال الحافظان ابن طاهر وابن حجر: كان حفص يميز بين ما صرح فيه الأعمش بالسماع وبين ما دلسه. ولذلك اعتمده البخاري في كثير من رواياته عن الأعمش. انظر: هدي الساري (ص 398).
(¬5) ابن عمير التيمي الكوفي.
(¬6) مالك بن عامر الهمداني. الكنى والأسماء للإمام مسلم (1/ 651 / 2638).
(¬7) ابن الأجدع الهمداني.
(¬8) لا يألو: لا يقصر، من ألى يألو، إذا قصّر وأبطأ. لسان العرب (14/ 39).
(¬9) يعني ابن مسعود كما في رواية مسلم -كتاب الصيام -باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، إلخ (2/ 772).
(¬10) أخرجه الإمام مسلم عن أبي كريب، عن ابن أبي زائدة عن الأعمش به. وعن يحيى بن يحيى، وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية عن الأعمش، وفيه بيان أن عبد الله هو ابن مسعود. وزاد أبو كريب: والآخر أبو موسى. انظر: صحيح مسلم، (الموضع السابق).
-[7]- = وهذا الحديث مما وقع الاختلاف فيه على الأعمش، فرواه أكثر أصحابه كرواية المصنف، إسنادًا ومتنا. وخالفهم شعبة، وجرير بن عبد الحميد، وابن مهدي عن الثوري، فرووه عن الأعمش عن خيثمة عن أبي عطية. وخالفوا أيضًا في لفظ الحديث، فقالوا: "أحدهما يعجل الإفطار ويؤخر السحور، والآخر يؤخر الإفطار ويعجل السحور". وقد رجح الإمام مسلم، والحفاظ من بعده رواية الجماعة لكثرة عددهم. انظر: سنن النسائي -كتاب الصيام -باب ذكر الاختلاف على سليمان ابن مهران في حديث عائشة في تأخر السحور واختلاف ألفاظهم (4/ 143 - 144)، علل الحديث لابن أبي حاتم (1/ 241)، الإلزامات والتتبع (562 - 563)، علل الدارقطني (5 / ق 140).

الصفحة 5