كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 8)
باب بيان إباحة إفطار الصائم من صيام التطوع، والدليل على أنه ليس عليه إعادة ذلك اليوم، وعلى أن الصائم إذا أراد الصوم نواه من الليل وأصبح صائمًا
3062 - حدثنا علي بن حرب، حدثنا يعلى بن عبيد، عن طلحة ابن يحيى (¬1)، قال: حدثتني عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قالت: دخل علىّ النبي -صلى الله عليه وسلم-. ح
وحدثنا قُرْبُزَان (¬2)، (¬3)، حدثنا يحيى (¬4)، عن طلحة، قال: حدثتني عائشة بنت طلحة، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأتيها يقول، "هل عندكم شيء قلت: ما أصبح عندنا شيء تطعمه قال: "فإني إذًا صائم (¬5) " ثم دخل بعد ذلك، فقلت: يا رسول الله!
-[52]- أُهدي لنا شيء خبأناها (¬6) لك، قال: "وما هي؟ "، قلت: حَيْس (¬7)، قال: "أما (¬8) إني أصبحت وأنا صائم، أدنيه"، فأكل (¬9)، واللفظُ ليعلى.
¬_________
(¬1) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني.
(¬2) كذا بالقاف في النسختين. ووقع هكذا في عدة مواضع من الكتاب (منها 1/ 412 من المطبوع). ووقع في بعض المواضع: كربزان -بالكاف- (1/ 28 منه)، وهو كذلك في مصادر ترجمته. وضبط بضم الكاف ثم راء ساكنة ثم موحدة مضمومة ثم زاي (سير أعلام النبلاء 13/ 138، توضيح المشتبه 7/ 317، تبصير المنتبه 3/ 1215). وهو لقب عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، أبو سعيد البصري. (كشف النقاب لابن الجوزي 2/ 377).
(¬3) (م 2/ 107/ ب).
(¬4) ابن سعيد القطان.
(¬5) في (م): صائما، والصواب ما أثبت، وهو الذي في ل.
(¬6) الخبء، كل شيء غائب مستور، يقال: خبأت الشيء أخبؤه خبأ، إذا أخفيته (النهاية، 2/ 3).
(¬7) قال ابن الأثير: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت (المصدر نفسه، 1/ 467).
(¬8) في (م): ما.
(¬9) رواه مسلم (كتاب الصيام، باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال، وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر، 2/ 808)، عن أبي كامل، فضيل بن حسين، عن عبد الواحد بن زياد. وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، كلاهما عن طلحة بنحوه.
وفي هذا الحديث من فوائد الاستخراج وزيادة الطرق عن طلحة بن يحيى، والرواة عنه كلهم أئمة، وقد رووا الحديث بمعنى واحد. وهذا يدل على ضبط طلحة بن يحيى للحديث، وهذه قرينة لصحة الحديث، والله أعلم.