كتاب روح البيان (اسم الجزء: 8)

فيه فقال لسليمان صدقت لم ولدت على طريق الموت أما علمت ان ممر الخلق على الموت ثم غابا عنه فاستغفر سليمان وأناب الى الله تعالى: قال الشيخ سعدى قدس سره
مكن خانه در راه سيل اى غلام ... كه كس را نكشت اين عمارت تمام
نه از معرفت باشد وعقل ورأى ... كه در ره كند كاروانى سراى
ز هجران طفلى كه در خاك رفت ... چهـ نالى كه پاك آمد و پاك رفت
تو پاك آمدى بر حذر باش وباك ... كه ننكست ناپاك رفتن بخاك
مكن عمر ضايع بافسوس وحيف ... كه فرصت عزيزست والوقت سيف
قال الكاشفى [ومشهور آنست كه بواسطه ترك ازلى انكشتر مملكت سليمان بدست صخرجن افتاد و چهل روز بر تخت سليمان نشست وباز آن خاتم بدست سليمان آمد بمملكت بازگشت] فيكون المعنى ولقد ابتليناه بسبب ملكه وألقينا على كرسيه جسدا يعنى العفريت الذي أخذ خاتمه وجلس على كرسيه وهو صخر صاحب البحر على أشهر الأقاويل وسمى جسدا لانه تمثل بصورة سليمان ولم يكن هو فكان جسدا محضا وصورة بلا معنى ثم أناب اى رجع الى ملكه بعد أربعين يوما يقول الفقير أرشده الله القدير هذا وان كان مشهورا محررا خصوصا فى نظم بعض العرب والعجم لكنه مما ينكر جدا ولا يكاد يصح قطعا وذلك لوجوه. أحدها انه ليس فى جلوس الجن على الكرسي معنى الإلقاء الا ان يتكلف. والثاني ان جميع الأنبياء معصومون من ان يظهر شيطان بصورهم فى النوم واليقظة لئلا يشتبه الحق بالباطل ولان الأنبياء عليهم السلام صور الاسم الهادي ومظاهر صفة الهداية والشيطان مظهر الاسم المضل والظاهر بصفة الضلالة فهما ضدان فلا يجتمعان ولا يظهر أحدهما بصورة الآخر وقس على الأنبياء احوال الكمل من الأولياء فانهم ورثتهم ومتحققون بمعارفهم وحقائقهم فان قيل عظمة الحق سبحانه أتم من عظمة كل عظيم فكيف امتنع على إبليس ان يظهر بصورة الأنبياء مع ان اللعين قد ترا أي لكثيرين وخاطبهم بانه الحق طلبا لاضلالهم وقد أضل جماعة بمثل هذا حتى ظنوا انهم رأوا الحق وسمعوا خطابه قلنا ان كل عاقل يعلم ان الحق ليست له صورة معينة معلومة توجب الاشتباه ولذا جوز بعض العلماء رؤية الله فى المنام فى أي صورة كانت لان ذلك المرئي غير ذات الله إذ ليس لها صورة واما الأنبياء فانهم ذووا صور معينة معلومة مشهودة توجب الاشتباه. والثالث انه كيف يصح من الحكيم ان يجلس شيطانا من الشياطين على كرسى نبى من الأنبياء ويسلطه على المسلمين ويحكمه عليهم مع انه لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا ابدا
كس نيايد بزير سايه بوم ... ور هماى از جهان شود معدوم
والرابع ان الخاتم كان نورانيا فكيف صح ان يستقر فى يد الشيطان الظلماني بطريق تقلد الحكومة وقد ثبت ان الشيطان يحرقه النور مطلقا ولذا جعل الشهاب رجما للشياطين. والخامس انه كان ملك سليمان فى الخاتم فكيف يصح ان يجلس الجنى على كرسيه على تقدير قذف الخاتم فى البحر على ما قالوا قال فى كشف الاسرار [ملك سليمان در خاتم وى بود

الصفحة 33