أعضاء، وجعلوه في عيبة -بفتح المهملة وسكون التحتانية ثم موحدة مفتوحة، وهي وعاء من أدم- وطرحوه في ركية -بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد التحتانية، وهي البئر التي لم تطو- في ناحية القرية، ليس فيها ماء. [فذكر] (أ) القصة وفيه: فأخذ خليلها فاعترف، ثم اعترف الباقون فكتب يعلى -وهو يومئذ أمير- بشأنهم إلى عمر رضي الله عنه، فكتب عمر، فقتلهم جميعًا، وقال: والله لو أن أهل صنعاء اشتركوا في قتله لقتلتهم أجمعين. وأخرجه أبو الشيخ في كتاب "الترهيب" (¬1) من وجه آخر.
وفي "فوائد أبي الحسن بن رَزْقويه" (¬2) بسند جيد إلى أبي المهاجر عبد الله بن عميرة من بني قيس بن ثعلبة قال: كان رجل يسابق الناس كل سنة بأيام، فلما قدم وجد مع وليدته سبعة رجال يشربون، فأخذوه فقتلوه. فذكر القصة في اعترافهم وكتاب الأمير إلى عمر وفي جوابه: أن اضرب أعناقهم، واقتلها معهم، فلو أن أهل صنعاء اشتركوا في دمه لقتلتهم. وهذه القصة غير الأولى، وسنده جيد.
وقوله: غِيلة. بكسر الغين المعجمة؛ أي سرًّا. والأثر فيه دلالة على أنه تقتل الجماعة بالواحد، وقد ذهب إلى هذا الجمهور من فقهاء الأمصار، وهو مروي عن علي وعمر وابن عباس وابن عمر (¬3) وغيرهم، ويحتج لذلك بما
¬__________
(أ) في جـ: يذكر. وغير منقوطة في: الأصل، والمثبت من الفتح.
__________
(¬1) أبو الشيخ -كما في تغليق التعليق 5/ 251، والفتح 12/ 228.
(¬2) الفتح 12/ 228 وفيه: الحسن بن زنجويه. وينظر السير 17/ 258، والتلخيص الحبير 2/ 24.
(¬3) مصنف عبد الرزاق 9/ 475 - 479 ح 18069 - 18071، 18073 - 18079، 18082، ومصنف ابن أبي شيبة 9/ 347، 348.