كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 8)
75- بَابُ سَقْيِ المَاءِ.
20599- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُدَيْرٌ الضَّبِّيُّ، أَنَّ رَجُلاً أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَهُمَا أَعْمَلَتَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَقُولُ الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ، قَالَ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ الْعَدْلَ كُلَّ سَاعَةٍ، وَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَ فَضْلَ مَالِي، قَالَ: فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتُفْشِي السَّلاَمَ، قَالَ: هَذِهِ أَيْضًا شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَهَلْ لَكَ إِبِلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَانْظُرْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِكَ، وَسِقَاءٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ لاَ يَشْرَبُونَ المَاءَ إِلاَّ غِبًّا، فَاسْقِهِمْ، فَلَعَلَّكَ أَلاَّ يَهْلِكَ بَعِيرُكَ، وَلاَ يَنْخَرِقَ سِقَاؤُكَ، حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ الأَعْرَابِيُّ يُكَبِّرُ، فَمَا انْخَرَقَ سِقَاؤُهُ، وَلاَ هَلَكَ بَعِيرُهُ، حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا.
20600- أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُرْوَةَ، عَن سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ ضَالَّةً تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، فَهَلْ لِي أَجْرٌ إِنْ سَقَيْتُهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فِي الْكَبِدِ الْحَارَّةِ أَجْرٌ.
76- نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ.
20601- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا، غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا، فَشَقَّتْهَا بَيْنَ بِنْتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ هِيَ وابْنَتَيْهَا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى تَفِيئَةِ (1) ذَلِكَ، فَحَدَّثَتْهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ.
_حاشية__________
(1) قوله: «تفيئة»، تحرف فِي الطبعات الثلاث: دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية، إلى: «هيئته».
- وأثبتناه عَن الطبعات الثلاث لمسند أحمد: عالم الكتب (25846)، والرسالة (25332)، والمكنز (25969).
قال السندي: قولها: فدخل النبي صَلى الله عَليه وسَلم على تفيئة ذلك، أَي: إِثره.
الصفحة 444