كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 8)

20793- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: خَرَجَ مِنْ هَمْدَانَ أَلْفُ أَهْلِ بَيْتٍ، عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَلَمَّا قَدِمُوا المَدِينَةَ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: الشَّامَ، قَالَ: بَلِ الْعِرَاقَ، قَالُوا: بَلِ الشَّامَ، فَإِنَّ إِلَيْهَا مُهَاجَرَ أَوَّلِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: بَلِ الْعِرَاقَ، فَإِنَّ بِهَا جِهَادًا حَسَنًا، وَبِهَا فَتًى وَرِيفٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ رِكَابَهُمْ نَحْوَ الْعِرَاقِ، وَهُمْ يَصرِفُونَهَا نَحْوَ الشَّامِ، حَتَّى أَصَابَهُ عُودٌ مِنْ رِحَالِهِمْ، فَدَمِيَ رَأْسُهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، قَالُوا: فَحَيْثُ شِئْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَالْعِرَاقُ، فَنَزَلُوا الْكُوفَةَ، قَالَ أَبو قِلاَبَةَ: فَإِنَّهُمْ لأَكْثَرُ أَهْلِهَا، وَأَعَزُّهُ إِلَى الْيَوْمِ.
20794- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: جَاءَ عَامِرُ بن الطُّفَيْلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُسْلِمُ يَا مُحَمَّدُ، وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَيَكُونُ لِي الْوَبَرُ، وَلَكَ المَدَرُ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَمَا تُعْطِينِي؟ قَالَ: أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ، تُقَاتِلُ عَلَيْهَا، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ، قَالَ: أَوَلَيْسَتْ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ بِيَدِي؟ وَاللهِ لأَمْلأَنَّ عَلَيْكَ بَنِي عَامِرٍ خَيْلاً، وَرِجَالاً، ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ أَهْلِكْ عَامِرًا، قَالَ عِكْرِمَةُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأَهْلِكْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ حِينَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ: زَحْزِحْ قَدَمَيْكَ، لاَ أُنْفِذَ الرُّمْحَ حُضْنَيْكَ، فَوَاللهِ لَوْ سَأَلْتَنَا سَيَابَةً مَا أُعْطِيتَهَا، يَعْنِي بِالسَّيَابَةِ: بُسْرَةً خَضْرَاءَ، لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا.

الصفحة 487