كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 8)

20822- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ لَقِيَهُ أَبو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَلْقَوْنِي؟ قَالَ: لَمْ تَكُنْ لَنَا دَوَابٌّ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ؟ قَالَ أَبو قَتَادَةَ: عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِكَ، وَطَلَبِ أَبِيكَ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: إِنَّا لَنَرَى بَعْدَهُ أَثَرَةً، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ حَتَّى نَلْقَاهُ، قَالَ: فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْهُ، قَالَ: فَقَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بن حَسَّانَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ:
أَلاَ أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بن حَرْبٍ ... أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَنَا كَلاَمُ.
فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ ... إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامُ.
20823- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: بَنُو عَبدِ الأَشْهَلِ، وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ (1)، قَالُوا: ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ، فَقَالَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ: ذَكَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ أَرْبَعَةِ دُورٍ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَلِّمَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَوَمَا تَرْضَى أَنْ يَذْكُرَكُمْ آخِرَ أَرْبَعَةِ أَدْوُرٍ، فَوَاللهِ لَمَنْ تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ لَمْ يَذْكُرْهُ أَكْثَرَ مِمَّنْ ذَكَرَ، فَرَجَعَ سَعْدٌ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، وفي طبعة دار الكتب العلمية: «سَعادَةَ».

الصفحة 494