كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 8)
20829- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَن جَابِرٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي سَلِمَةَ يَزُورُهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ اجْتَمَعَ صِبْيَانٌ مِنْ صِبْيَانِهِمْ، وَنِسَاءٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَتْبَعُونَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ لَئِنْ أَجَبْتُمُونِي إِنَّكُمْ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ.
20830- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (1)، وَكَانَ أَبوهُ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، عَن رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَاسْتَغَفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ تَزِيدُونَ، وَالأَنْصَارُ لاَ يَزِيدُونَ، وَإِنَّ الأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا مِنْ مُسِيئِهِمْ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعة دار التأصيل، وهو الصواب، وفي طبعتي المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية: «عَبد الله بن عَبد الرَّحمَن بن كَعب بن مالك».
- وسبق على الصواب برقم (10500).
- ورواه أحمد فِي «مسنده» 5/ 224 (22297)، والطَّبَراني 19/ 79 (159)، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، على الصواب.
20831- أَخبَرَنا عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا: يُؤْثِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالُوا: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: أَلَمْ تَكُونُوا ضُلاَّلاً، فَهَدَاكُمُ اللهُ؟ قَالُوا: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: أَلَمْ تَكُونُوا فُقَرَاءَ، فَأَغْنَاكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالُوا: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تُجِيبُونِي؟ أَلاَ تَقُولُوا: أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَأَتَيْتَنَا خَائِفًا فَأَمَّنَّاكَ، أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَدْخُلُونَ بِهِ دُورَكُمْ، لَوْ أَنَّكُمْ سَلَكْتُمْ وَادِيًا، أَوْ شِعْبًا، وَالنَّاسُ وَادِيًا، أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَكُمْ، أَوْ شِعْبَكُمْ، وَلَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي.
الصفحة 496