كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

عبد الرحمن بن عوف) أي (أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يقول (بمعناه) المتقدم.
[1696] (حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير) بالتصغير (بن مطعم عن أبيه) جبير بن مطعم (¬1) بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي أسلم قبل الفتح ونزل المدينة ومات بها.
(يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يدخل الجنة قاطع) (¬2) فيه تأويلان أحدهما: أنه محمول على من يستحل قطيعة الرحم [بلا سبب] (¬3) ولا شبهة مع علمه بتحريمها، فهو كافر لا يدخل الجنة أبدًا، ويخلد في النار.
والثاني: أن معناه لا يدخلها أول الأمر مع السابقين إلى الجنة بل يعاقب بتأخره عنها القدر الذي يريده الله تعالى بدخول النار ثم يخلصه منها بتوحيده أو يتأخر على (¬4) الأعراف ونحوه.
والثالث: أنه يخاف على من واظب على قطيعتها أن يفسد قلبه بسبب معصيتها فيختم عليه بالكفر، فلا يدخلها قاطع الرحم التي تقطع وتوصل وتبر (¬5)، إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم، وإنما هي قرابة ونسب [تجمعه رحم (¬6) والدة، ويتصل] (¬7) بعضه ببعض فيسمى ذلك الإيصال رحمًا، والمعاني لا يتأتى فيها القطع ولا الوصل، فيكون الوصل
¬__________
(¬1) من (م).
(¬2) و (¬3) من (م).
(¬4) في (م): عن.
(¬5) في (م): تيسر.
(¬6) في (ر): رحمة. والمثبت الصواب.
(¬7) في (م): فيختم عليه بالكفر فلا يدخلها.

الصفحة 113