كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

ابْنِ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِالبَوازِيجِ فَجاءَ الرّاعي بِالبَقَرِ وَفِيها بَقَرَةٌ لَيْسَتْ مِنْها فَقَالَ لَهُ جَرِيرٌ: ما هذِه؟ قَالَ: لَحِقَتْ بِالبَقَرِ لا نَدْري لِمَنْ هَيَ؟ فَقَالَ جَرِيرٌ: أَخْرِجُوها فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لا يَأْوي الضّالَّةَ إلَّا ضالٌّ" (¬1).
* * *

كتاب اللقطة
بضم اللام وفتح القاف على المشهور لا يعرف المحدثون غيره كما قال الأزهري (¬2)، وقال الخليل: هو بسكون القاف، وأما بالفتح فهو كثير الالتقاط، وقال الأزهري: وهو القياس (¬3). قال ابن بري في "حواشي الصحاح": هذا هو الصواب؛ لأن الفعلة للفاعل كالضحكة (¬4) لكثير الضحك وهو [الهزأة والهمزة] (¬5)، والفرق بين اللقطة والمال الضائع أن الضائع ما وجد في حرز و (¬6) لا يعرف له مالك، واللقطة (¬7) ما وجده الملتقط في غير حرز ولا يعرف [له مالك] (¬8).
[1701] (ثنا محمد بن كثير) العبدي (أنا [شعبة عن] (¬9) سلمة بن كهيل) من علماء الكوفة (عن سويد بن غفلة) (¬10) الجعفي (قال:
¬__________
(¬1) رواه ابن ماجه (2503). وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1513).
(¬2) "تهذيب اللغة" 9/ 16، قال: اللَّقَطة .. وهذا قول حذاق النحويين، ولم أسمع لُقطة لغير الليث، وإن كان ما قاله قياسًا وهكذا رواه المحدثون.
(¬3) "الزاهر" 1/ 176.
(¬4) "لسان العرب" (لقط).
(¬5) بياض في (ر)، والمثبت من (م).
(¬6) في (م): لكن.
(¬7) من (م).
(¬8) في (م): مالكه.
(¬9) من (م).
(¬10) في (م): علقمة.

الصفحة 129