كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

[وجه النبي] (¬1). يرجح: احمر وجهه. وهي أعم؛ فإنها تعم الوجنتين والجبين، والوجنتان ما ارتفع من الخدين (¬2)، وسبب غضبه - صلى الله عليه وسلم - لسوء فهم السائل وقلة ذكائه مع وضوح المعنى في الفرق، وذلك أن اللقطة إنما هي (¬3) اسم الشيء الذي يسقط عن صاحبه فيضيع فيحتاج إلى من يحفظه، وأما الإبل فمستغنية عمن يحفظها؛ لاستقلالها بحذائها وسقائها (¬4)، وورودها الماء والشجر وامتناعها من آفات (¬5) سبع يريدها، بخلاف الغنم فإن سبيلها سبيل اللقطة (¬6)، ولذلك (قال) [في الإبل] (¬7) (ما لك ولها؟ ) فأتى باستفهام الإنكار على السائل عنها (¬8).
وهذا يدل على (¬9) تحريم التعرض لضالة الإبل؛ لأنها يؤمن عليها الهلاك لاستقلالها بمنافعها، وقد نص على ذلك بقوله في الرواية الأخرى: "دعها عنك". [ومعناه: منع] (¬10) التصرف فيها، ولهذا قال - عليه السلام -: "ضالة المؤمن (¬11) حرق (¬12) النار" (¬13). قال العلماء: هذا كان
¬__________
(¬1) في (م): وجهه - صلى الله عليه وسلم -. "صحيح البخاري" (2427).
(¬2) في (ر): الجبين.
(¬3) زاد في (ر): في.
(¬4) في (م): خفافها.
(¬5) في (م): أقارب.
(¬6) في (م): اللقط.
(¬7) و (¬8) من (م).
(¬9) سقط من (م).
(¬10) في (م): ومقتضاه المنع من.
(¬11) في (ر): المسلم.
(¬12) بياض في (ر).
(¬13) رواه أحمد 5/ 80، والدارمي 3/ 1695 - 1696 (2643، 2644)، وابن أبي =

الصفحة 138