كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وهو) رواية النسائي: قدمنا المدينة فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قائم (¬1) (على المنبر) يخطب الناس (وهو يذكر الصدقة والتعفف عنها) أي: عن أخذ الصدقة. والمعنى: أنه كان يحض الغني على الصدقة والفقير على التعفف عن المسألة.
(والمسألة) بالنصب أي: ويذم على مسألة الناس بالتعفف عنها (اليد العليا خير من اليد السفلى) ثم فسر اليدين معًا فقال (واليد العليا هي المنفقة) والمراد به: الإنفاق حيث لا منع بالشرع كالمديون المحجور عليه ومن معه شيء لا يفضل عن كفايته وكفاية (¬2) من تلزمه نفقته، بحيث إذا أنفق حصل الضرر لعياله، وعموم هذا الإنفاق مخصوص بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صدقة إلا (¬3) عن ظهر غنى" (¬4).
(والسفلى) هي (السائلة) قال القرطبي: وهذا نص يدفع تعسف من تعسف في تأويله (¬5).
قال أبو العباس المدائني (¬6) في "أطراف الموطأ": إن التفسير المذكور مدرج في الحديث ولم يذكر مستنده (¬7) كذلك.
قال ابن حجر: وجدت في كتاب العسكري في الصحابة بإسناد له فيه
¬__________
(¬1) "المجتبى" 5/ 61.
(¬2) في (م): كفايته.
(¬3) من (م).
(¬4) رواه أحمد 2/ 230، ورواه البخاري تعليقًا 4/ 5.
(¬5) "المفهم" 3/ 79.
(¬6) في (م): العافي.
(¬7) في (م): مسنده.

الصفحة 20