كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

(في نار جهنم تكوى بها جبهته وجنبيه) [والأكثر: جنبه. بالإفراد] (¬1) (وظهره) قيل (¬2): خصت [هذِه المواضع] (¬3) بالكي [عقابًا لتقطيبه وجهه في وجه السائل، وليه بصفحة وجهه وإعراضه بظهره عنه و] (¬4) قيل: لأنها مجوفة فتصل إلى أجوافها الحر بخلاف اليد والرجل. وقيل: لأنه في الجبهة أشنع وفي الجنب والظهر أوجع. وقيل: معناه: يكوون (¬5) على الجهات الثلاث: مقادمهم، ومآخرهم، وجنوبهم.
(حتى يقضي الله بين عباده) أي: إلى أن يقضي الله بين عباده الذين لم يشغلهم مالهم عن عبادة الله تعالى (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
قيل: معناه لو حاسب فيه غير الله تعالى. قال الحسن: قدر مواقفهم للحساب ابن اليمان: كل موقف منها بألف سنة (¬6)، ومدة يوم القيامة خمسون ألف سنة. وقال عكرمة (¬7): في يوم مقداره كمدة الدنيا خمسون ألف سنة، لا يدري أحد ما مضى منها وما بقي، كما رواه عبد الرزاق عنه بسنده (¬8).
قال الإمام أحمد: حدثنا الحسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا
¬__________
(¬1) سقط من (م).
(¬2) في (م): و.
(¬3) من (م).
(¬4) سقط من (م).
(¬5) في (م): يكون.
(¬6) انظر: "التذكرة" للقرطبي 1/ 343.
(¬7) في الأصول: الحاكم. وهو خطأ. والصواب المثبت.
(¬8) "تفسير عبد الرزاق" 3/ 344 (3321) من حديث عكرمة.

الصفحة 43