كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (¬1) ما أطول هذا اليوم! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا" (¬2) (مما تعدون) أي: من أيام الدنيا. والأصل: تعدونه، فحذف الفاعل (¬3).
(ثم يرى) قال النووي: ضبطناه بضم الياء وفتحها وبرفع لام (¬4) (سبيله) ونصبها (¬5) (إما إلى الجنة [وإما إلى النار، وما من صاحب غنم لا يؤدي حقها إلا جاءت يوم القيامة أوفر]) (¬6) منصوب على حذف حرف الجر. أي: جاءت على أوفر (ما) أي: على أوفر حال (كانت) عليه في الدنيا. يعني: من العظم والسمن، ومن الكثرة؛ لأنها (¬7) تكون عنده على حالات مختلفة، فتأتي على أكملها؛ ليكون ذلك أنكى له؛ لشدة ثقلها عليه.
(فيبطح لها) أي: يلقى على وجهه. كذا قال بعضهم: وقد يكون على ظهره، فقد جاء في رواية البخاري: "تخبط وجهه بأخفافها" (¬8) قال أهل
¬__________
(¬1) المعارج: 4.
(¬2) "المسند" 3/ 75.
(¬3) في (ر): العائد.
(¬4) في (ر): لامه. والمثبت من (م).
(¬5) "شرح النووي على مسلم" 7/ 65.
(¬6) هناك سطر غير مقروء في (م) أثبتناه من "السنن".
(¬7) في (م): إنما.
(¬8) "صحيح البخاري" (6958).

الصفحة 44