كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

ببيعة) البيعة أصلها من البيع؛ لأنهم إذا بايعوا وعقدوا عهده وحلفوا لمن بايعهم، جعلوا (¬1) أيديهم في يده توكيدًا، كما يفعل البائع والمشتري، وكانت هذِه البيعة ليلة العقبة قبل بيعة الشجرة (¬2)، وبيعة الجهاد والصبر عليه.
(فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله حتى قالها ثلاثًا) يعني: "ألا تبايعون؟ " (فبسطنا أيدينا) أي: نشرناها للمبايعة (فبايعناه، فقال قائل: يا رسول الله، إنا قد بايعناك، فعلام؟ ) ويجوز زيادة هاء السكت عوضًا عن الألف المحذوفة، فيقال: علامه كما في رواية مسلم (¬3).
(قال: أن تعبدوا الله تعالى) وصاهم بعبادة الله تعالى وحده.
(ولا تشركوا به شيئًا) في عبادته (وتصلوا الصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا) أي: لأولي الأمر. ومن أوجب الله طاعته من الولاة والأمراء؛ فإن (¬4) في طاعتهم طاعة الله ورسوله كما في الصحيحين (¬5): "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني (¬6) " (وأسر كلمة خفية) (¬7) إنما أسر هذِه الكلمة دون ما قبلها؛ لأن ما قبلها وصية لعامة المسلمين وهذِه الكلمة مختصة ببعضهم.
¬__________
(¬1) في (ر): جعل.
(¬2) في (ر): الهجرة.
(¬3) الذي في مسلم (1043) بدون الهاء.
(¬4) في (م): قال.
(¬5) في (م): الصحيح. وانظر: "صحيح البخاري" (7137)، ومسلم (1835).
(¬6) سقط من (م).
(¬7) في (م): خفيفة.

الصفحة 7