كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

وفيه البداءة بأفضل الجهتين وهو اليمين (¬1)، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيمن في شأنه كله (¬2) (فقال مثل ذلك) أي: مثل ما قال أولًا (فأعرض عنه) أي: إلى جهة يسراه (ثم [أتاه من جهة] (¬3) ركنه الأيسر) والركن: الناحية (فأعرض عنه) بالالتفات إلى خلفه.
(ثم أتاه من خلفه، فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية ستأتي لغير المصنف: فقال له: هاتها (فحذفه) (¬4) بحاء مهملة يعني: تأديبًا له وزجرًا (فحذفه) ضبطه المنذري بالخاء والذال المعجمتين الرمي بالحصى والحذف بالحاء المهملة] (¬5) الرمي بالعصا ونحوها.
وفي رواية: فقال: "خذ (¬6) عنا مالك، لا حاجة لنا به" (¬7). وقد استدل به على أن من لا يصبر على الإضاقة قد (¬8) يكره له التصدق بجميع ماله، وهذا هو الصحيح إن كان يشق عليه الصبر على الإضاقة وإلا فلا يكره، وهذا هو (¬9) الذي صححه الرافعي والنووي (¬10) والغزالي وغيرهم.
والثاني (¬11): لا تستحب مطلقًا [بل يكره] (¬12) وهو ظاهر الحديث.
¬__________
(¬1) في (ر): التيمن.
(¬2) و (¬3) من (م).
(¬4) في (ر): فحذفها.
(¬5) من (ر).
(¬6) في (م): له.
(¬7) ستأتي برقم (1674).
(¬8) و (¬9) من (م).
(¬10) "المجموع" 6/ 235 - 236.
(¬11) في (م): النسائي أي.
(¬12) من (م).

الصفحة 73