كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

والثالث (¬1): يستحب مطلقًا لظاهر حديث أبي بكر - رضي الله عنه - الآتي لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة أتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له: "ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله (¬2). وعلى الصحيح فهذا محمول على أنه كان يصبر على الإضاقة.
(فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته) أي: لجرحته، والعقر ها هنا: الجرح ويستعمل أيضًا بمعنى القتل والهلاك (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي أحدكم بما يملك) ما الموصولة تقتضي العموم. أي: بجميع ما تملك (فيقول: هذِه صدقة ثم يقعد) أي: عن الحرفة والتكسب (فيتكفف) [رواية يستكف] (¬3) الناس) أي: يتعرض [ويطلب بسؤال] (¬4) الناس وأخذ الصدقة ببطن كفه، أو يسأل كفًّا من الطعام، أو ما يكف (¬5) الجوع.
ومنه قوله: "يتكففون الناس". ويحتمل أن (يكون المراد) (¬6): السؤال مع بسط الكف كما يفعل السؤال اليوم، فنبه - صلى الله عليه وسلم - على المعنى الذي كره لأجله أخذ الصدقة منه، وهو أن يجلس يستكفف الناس.
(خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) فيه تأويلان: أحدهما: معناه: أفضل الصدقة ما بقي (¬7) صاحبها بعدها [مستغنيًا بما بقي معه] (¬8)
¬__________
(¬1) في (م): الثاني.
(¬2) سيأتي برقم (1678).
(¬3) سقط من (م).
(¬4) في (م): لسؤال.
(¬5) في (ر): يكون.
(¬6) في (ر): يراد.
(¬7) في (م): أبقى.
(¬8) سقط من (م).

الصفحة 74