كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

(قال: ولا تسألوا الناس شيئًا) قال القرطبي: هذا حمل منه على مكارم الأخلاق، والترفع عن تحمل منن الخلق وتعليم الصبر على مضض الحاجات، والاستغناء عن الناس، وعزة (¬1) النفوس (¬2).
(قال: فلقد رأيت بعض أولئك النفر) بالجر بدل من (أولئك) يعني: السبعة أو الثمانية أو التسعة (يسقط سوطه) رواية مسلم: يسقط سوط أحدهم (¬3) أي: من يده. وهو راكب (فما يسأل أحدًا أن يناوله إياه) فيه التمسك بالعموم؛ لأنهم نهوا عن السؤال، والمراد به سؤال الناس من أموالهم فحملوه على عمومه. وفيه التنزه عن جميع ما يسمى سؤالًا وإن كان حقيرًا، وروى الإمام أحمد عن أبي ذر: "لا تسألن أحدًا شيئًا وإن سقط سوطك، ولا تقبض أمانة" (¬4).
(قال أبو داود: حديث هشام بن عمار لم يروه إلا سعيد) بن عبد العزيز.
[1643] (حدثنا عبيد الله) بالتصغير (بن معاذ) بن معاذ (¬5) العنبري، أبو عمر، وقال أبو داود: كان يحفظ نحو عشرة آلاف حديث (¬6). وكان فصيحًا، التميمي (¬7).
¬__________
(¬1) سقط من (م)
(¬2) "المفهم" 9/ 53.
(¬3) "صحيح مسلم" (1043).
(¬4) "المسند" 5/ 181.
(¬5) سقط من (م).
(¬6) "تهذيب الكمال" 19/ 159.
(¬7) سقط من (م).

الصفحة 8