كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 8)

(عن أبيه) أسلم مولى عمر بن الخطاب (قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي) من سعادة المرء إذا قدم عليه ضيف أو رأى محتاجًا [أو نحو ذلك] (¬1) أن يكون عنده مال ينفق منه.
(فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك؟ (¬2) قلت) أبقيت لهم مالًا (¬3) (مثله. قال: وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكل ماله) فيه: المسابقة إلى الأعمال الصالحة من صدقة، وقرى ضيف، وطعمة محتاج، وكسوة عارٍ، وتجهيز ميت، ونحو ذلك.
والاستباق في اللغة بين اثنين يجتهد كل واحد منهما أن يسبق صاحبه كقوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} (¬4) يعني: يوسف وصاحبته تبادرا إلى الباب، فإن سبقها يوسف فتح الباب وخرج، وإن سبقت هي أغلقت الباب؛ لئلا يخرج يوسف.
(قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك؟ ) هذا السؤال ليظهر فضيلة أبي بكر - رضي الله عنه - للحاضرين ولغيرهم.
(قال: الله ورسوله) بنصبهما أي: أبقيت الله ورسوله (قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا) صححه الترمذي والحاكم. وقواه البزار (¬5).
¬__________
(¬1) سقط من (م).
(¬2) و (¬3) من (م).
(¬4) يوسف: 25.
(¬5) "سنن الترمذي" (3675)، "المستدرك" 1/ 414، "البحر الزخار" 1/ 394 (370).

الصفحة 80