وَرَفَعَهُ فِطْرٌ والحَسَنُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الواصِلُ بِالمُكافِئِ، ولكن الواصِلَ هُوَ الذي إِذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَها" (¬1).
* * *
باب في صلة الرحم
[1689] (حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذِه الآية) (¬2): {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} أي: ثواب البر ({حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا}) (من) الداخلة على (ما) للتبعيض بدليل قراءة عبد الله: (حتى تنفقوا بعض ما تحبون) (¬3) والظاهر أن المحبة هنا هو (¬4) ميل النفس وتعلقها التعلق التام بالمنفق، فيكون إخراجه على النفس أشق وأصعب من إخراج ما لا تتعلق إليه النفس ذلك التعلق.
ولذلك فسره الحسن والضحاك (¬5) بأنه: تحبون المال. كقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} (¬6) ويدل على هذِه رواية الصحيحين (¬7)، لأن عمر قال: يا رسول الله، لم أصب مالًا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر.
ورواية البزار من رواية حمزة بن عبد الله بن عمر: قال عبد الله: حضرتني هذِه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فذكرت ما
¬__________
(¬1) رواه البخاري (5991).
(¬2) من (م).
(¬3) انظر: "البرهان في علوم القرآن" 4/ 416.
(¬4) من (م).
(¬5) "تفسير الطبري" 3/ 347.
(¬6) الإنسان: 8.
(¬7) البخاري (2737)، مسلم (1632/ 15).