كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 8)

هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ يُرْوَى للمُغِيْرَةِ بن حَبْنَاءَ. وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الأبِيَاتُ البَوَاقِي لِلأعْشَى.
قَوْلُهُ: كَانَ شَيْئًا مُلَفَّفًا. أي كَانَ مُغَطَّى، وَالتَّمْحِيْصُ الاخْتِيَارُ. يُقَالُ: إِذَا أدْخَلتُ الذَّهَبَ النَّارَ فَمَحَّصْتَهُ أي أخْرَجْتُ عَنْهُ مَا لَمْ يَكُن مِنْهُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 141]. وَيُقَالُ: مَحصَ فُلانٌ مِنْ ذُنُوبِهِ. وَقَوْلُهُ، أأنْتَ أخِي تَقْرِيْرٌ وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ} [المائدة: 116]. هَذَا تَوْبِيْخٌ لَهُم وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ لأَنَّهُ العَالِمُ بِأنَّ عِيْسَى لَمْ يِقُلْ ذَلِكَ. وَمِثْلُ قَوْلِهِ: فَعَيْنُ الرِّضا. البَيْتُ. قَولُ أَبِي هِمَامٍ رَوحُ بن عَبْدِ الأعْلَى البَصْرِيّ:
وَعَيْنُ السُّخْطِ تُبْصِرُ كُلَّ عَيْبٍ ... وَعَيْنُ أخِي الرِّضَا عَن ذَاكَ تَعْمَى
وَلَوَاحِدِي بَيْتِي تَكَرَّهْتَنِي ... إذًا لَحْسَمتُهَا بِالنَّارِ حَسْمَا
وَكُلُّ هَذَا مَأخُوذٌ مِنْ قَولِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ. وَهُوَ المَثَلُ السَّائِرُ. أي يخفَي عَنْكَ مَسَاوِيْهِ وَيَصمُّكَ عن سَمَاعِ العَذْلِ فِيْهِ.

[من الطويل]
10926 - فَغَالُوا بِأثْمَانِ الوِدَادِ فَإنَّهَا ... غِرَاسُ رِجَالٍ نَافَسُوا فِي المَكَارِمِ

ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الخفيف]
10927 - فَغَدَا كَالخِلافِ يُورِقُ لِلعَيـ ... ـنِ وَيَأبَى الثِّمَارَ كُلَّ الإبَاءِ
قَبْلَهُ:
بَذَلَ الوَعْدَ لِلأخِلَّاءِ سَمْحًا ... وَأبَى بَعْدَ ذَاكَ بَذْلَ العَطَاءِ
فَعَدَا كَالخِلافِ يُورِقُ للعَيْنِ. البَيْتُ

البُحْتُرِيُّ: [من الكامل]
¬__________
10927 - البيتان في ديوان ابن الرومي: 1/ 24.

الصفحة 12