كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 8)

أن يغفر لنا وأن يرحمنا، وأن ينجينا من النار كله صلاة، كل أنواع الدعاء التي نتوجه بها إلى الله كلها داخلة في الصلوات.
أما: «السلام عليك أيها النبي (¬1)» معناه: أنك تطلب للنبي السلامة، السلام يعني السلامة لك أيها النبي، السلامة تنزل عليك من الله، وتحصل لك من الله أو بركة السلام؛ لأن السلام اسم من أسماء الله، وهو معناه بركة السلام عليك أيها النبي، وما يحصل من الخير العظيم من رحمة وإحسان عليك أيها النبي، ومن معنى السلام المصدر السلامة، يعني: سلم سلاما وسلامة جميعا، فالسلامة لك أيها النبي من كل سوء، السلامة لك من النار، ومن كل وصف لا يليق، فهو مسلم - عليه الصلاة والسلام - من كل أخلاق ذميمة، ومن كل شر، والله وعده الخير كله، والمنزلة العظيمة عنده سبحانه وتعالى، فندعو له بالسلامة التي وعده الله بها ليعلم الناس أنه عبد من عباد الله، وليس إلها يعبد مع الله، بل الله ليس بحاجة إلى طلب السلامة من الناس، والنبي عبد من عباد الله يحتاج إلى طلب السلامة، فلهذا شرع الله لنا أن نسلم عليه، وأن نسأل الله له السلامة: «السلام عليك أيها النبي (¬2)»، ونقول: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (¬3)»، نطلب الصلاة، ونطلب من الله أن يثني عليه، وأن يبين فضله ويعلي قدره، فهذه دعوات منا لنبينا عليه الصلاة
¬__________
(¬1) صحيح البخاري التوحيد (7381)، صحيح مسلم الصلاة (402)، سنن الترمذي النكاح (1105)، سنن النسائي السهو (1298)، سنن أبي داود الصلاة (968)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (899)، مسند أحمد (1/ 464).
(¬2) صحيح البخاري التوحيد (7381)، صحيح مسلم الصلاة (402)، سنن الترمذي النكاح (1105)، سنن النسائي السهو (1298)، سنن أبي داود الصلاة (968)، سنن ابن ماجه النكاح (1892)، إقامة الصلاة والسنة فيها (899)، مسند أحمد (1/ 464).
(¬3) صحيح البخاري الدعوات (6357)، صحيح مسلم الصلاة (406)، سنن الترمذي الصلاة (483)، سنن النسائي السهو (1289)، سنن أبي داود الصلاة (976)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (904)، مسند أحمد (4/ 244)، سنن الدارمي الصلاة (1342).

الصفحة 336