كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 8)

لي: «يا سلمان، إن أصحابَك هؤلاء الذين ذكَر الله» (¬١). (٥/ ٤٠٩)

٢٣١٧٥ - عن سلمان -من طريق جاثمة بن رِئاب- أنّه سُئل عن قولِه: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا}. قال: الرُّهْبانُ الذين في الصوامع، نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُمْ صِدِّيقِينَ ورُهْبانًا) (¬٢). ولفظ البزار: دعِ القسِّيسين، أقْرَأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُمْ صِدِّيقِينَ). ولفظ الحكيم الترمذي: قرَأتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ذلك بأن منهم قسيسين}، فأقْرَأني: (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُمْ صِدِّيقِينَ) (¬٣). (٥/ ٤٠٩)

٢٣١٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكةَ يخافُ على أصحابِه مِن المشركين، فبعَث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود وعثمان بن مظعون في رهطٍ مِن أصحابِه إلى النجاشي ملك الحبشة، فلما بلغ المشركين بعَثوا عمرَو بن العاصي في رهطٍ منهم، ذكَروا أنهم سَبَقوا أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي، فقالوا: إنه قد خرَج فينا رجلٌ سَفَّه عقولَ قريشٍ وأحلامَها، زعَم أنه نبي، وإنّه بَعَث إليك رهطًا ليُفْسِدوا عليك قومَك، فأحْبَبْنا أن نَأْتِيَك ونُخْبِرَك خبرَهم. قال: إن جاءُوني نظَرتُ فيما يقولون. فلمّا قَدِم أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتَوا إلى باب النجاشي فقالوا: استأذِنْ لأولياءِ الله. فقال: ائْذَنْ لهم، فمرحبًا بأولياء الله. فلما دخَلوا عليه سَلَّموا، فقال الرهط مِن المشركين: ألم تَرَ أيُّها الملك أنّا صَدَقْناك، وأنهم لم يُحَيُّوك بتحيتِك التي تُحَيّا بها. فقال لهم: ما يَمْنَعُكم أن تُحَيُّوني بتَحِيَّتي؟ قالوا: إنا حَيَّيْناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة. فقال لهم: ما يقولُ صاحِبُكم في عيسى وأمِّه؟ قالوا: يقولُ: عبدُ اللهِ ورسوله، وكلمةٌ مِن الله، وروحٌ منه، ألْقاها إلى مريم. ويقولُ في مريم: إنها العذراءُ الطَّيِّبةُ البَتُول. قال: فأخَذ عودًا مِن الأرض، فقال: ما زادَ عيسى وأمُّه على ما قال صاحِبُكم هذا العودَ. فكَرِه المشركون قولَه، وتَغَيَّر له وُجُوهُهم، فقال: هل تَقْرءُون شيئًا مما أُنزِل
---------------
(¬١) أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣/ ٢٩٦، والطبراني في الكبير ٦/ ٢٤٩ (٦١٢١).
قال الذهبي في تاريخ الإسلام ٣/ ٥١٢: «إسناده جيد».
(¬٢) القراءة شاذة.
(¬٣) أخرجه الطبراني في الكبير ٦/ ٢٦٦ (٦١٧٥)، والبزار ٦/ ٤٩٩ (٢٥٣٧)، والحكيم الترمذي ١/ ٨٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٨٣ (٦٦٧١). وأورده الثعلبي ٤/ ١٠٠.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٧ (١٠٩٨٢): «رواه الطبراني، وفيه يحيى الحماني ونصير بن زياد، وكلاهما ضعيف».

الصفحة 12