كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 8)

حين وجَّههما: {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين} [الأنعام: ٧٩]، {إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} إلى آخر الآيتين (¬١). (ز)

٢٧٠٠٩ - عن قتادة، قال: ذُكِر لنا: أنّ أبا موسى قال: ودِدتُ أن كلَّ مسلمٍ يقرَأُ هذه الآية مع ما يَقْرَأُ من كتاب الله: {قل إن صلاتي ونسكي} الآية (¬٢). (٦/ ٣٠٦)


{لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)}
٢٧٠١٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {وأنا أول المسلمين}، قال: مِن هذه الأُمَّة (¬٣) [٢٤٥٥]. (٦/ ٣٠٧)
---------------
[٢٤٥٥] علَّق ابنُ كثير (٦/ ٢٥٠ - ٢٥١) على قول قتادة، فقال: «وهو كما قال، فإنّ جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى الإسلام، وأصله عبادة الله وحده لا شريك له، كما قال: {وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ إلا نُوحِي إلَيْهِ أنَّهُ لا إلَهَ إلا أنا فاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥]، وقد أخبر تعالى عن نوح أنه قال لقومه: {فَإنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِن أجْرٍ إنْ أجْرِيَ إلا عَلى اللَّهِ وأُمِرْتُ أنْ أكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ} [يونس: ٧٢]، وقال تعالى: {ومَن يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إبْراهِيمَ إلا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ولَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وإنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ * إذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أسْلِمْ قالَ أسْلَمْتُ لِرَبِّ العالَمِينَ * ووَصّى بِها إبْراهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٠ - ١٣٢]، وقال يوسف: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ والأرْضِ أنْتَ ولِيِّي فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وأَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ} [يوسف: ١٠١]، وقال موسى: {يا قَوْمِ إنْ كُنْتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقالُوا عَلى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ * ونَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ القَوْمِ الكافِرِينَ} [يونس: ٨٤ - ٨٦]، وقال تعالى: {إنّا أنزلْنا التَّوْراةَ فِيها هُدًى ونُورٌ يَحْكُمُ بِها النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا والرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ بِما اسْتُحْفِظُوا مِن كِتابِ اللَّهِ} الآية [المائدة: ٤٤]، وقال تعالى: {وإذْ أوْحَيْتُ إلى الحَوارِيِّينَ أنْ آمِنُوا بِي وبِرَسُولِي قالُوا آمَنّا واشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ} [المائدة: ١١١]».
_________
(¬١) أخرجه أحمد ٢٣/ ٢٦٧ (١٥٠٢٢)، وأبو داود ٤/ ٤٢١ (٢٧٩٥)، وابن ماجه ٤/ ٣٠٠ (٣١٢١)، وابن خزيمة ٤/ ٤٨٧ (٢٨٩٩)، والحاكم ١/ ٦٣٩ (١٧١٦)، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٣٤ (٨١٨٣)، ٨/ ٢٤٩٣ (١٣٩٣٠).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال الألباني في الإرواء ٤/ ٣٥٠: «ورجاله ثقات، غير أبي عياش هذا، وهو المعافري المصري، وهو مستور، روى عنه ثلاثة من الثقات».
(¬٢) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٢٢٢ - ٢٢٣، وابن جرير ١٠/ ٤٨، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٣٤ - ١٤٣٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

الصفحة 752