كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 8)

ودعاء إلى الحق، أو الاعتزال. فلا تشارك أهل الباطل في عملهم، وتؤدي الفرائض فيما بينك وبين ربك، وتحب لله، وتبغض لله، ولا تشارك أحدًا في إثم. قال: وقد أنزل في ذلك آية محكمة: {قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء} إلى قوله: {فيه تختلفون}، وفي ذلك قال: {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} [البينة: ٤] (¬١). (ز)


{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥)}
نزول الآية:
٢٧٠٢٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم}، يعني بالدرجات: الفضائل، والرزق، لقولهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يحملك على الذي أتيتنا به إلا الحاجة، فنحن نجمع لك من أموالنا. فنزلت: {ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم} (¬٢). (ز)

تفسير الآية:

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ}

٢٧٠٢٩ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض}، قال: أهلك القرونَ، واستخلَفَنا فيها من بعدهم (¬٣). (٦/ ٣٠٩)
٢٧٠٣٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض}، يعني: من بعد هلاك الأمم الخالية (¬٤). (ز)

٢٧٠٣١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصبغ بن الفرج- في قوله: {جعلكم خلائف الأرض}، قال: يستخلِفُ في الأرض قومًا بعد
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٤٩.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٦٠٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٥٠، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٣٥ - ١٤٣٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٦٠٠.

الصفحة 757