كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 8)

{لَيْسَ لوقعتها كَاذِبَة} يَقُول: من كذب بهَا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ لَا يكذب بهَا فِي الْآخِرَة إِذا وَقعت {خافضة رَافِعَة} قَالَ: الْقِيَامَة خافضة يَقُول: خفضت فأسمعت الْأُذُنَيْنِ وَرفعت فأسمعت الْأَقْصَى كَانَ الْقَرِيب والبعيد فِيهَا سَوَاء قَالَ: وخفضت أَقْوَامًا قد كَانُوا فِي الدُّنْيَا مرتفعين وَرفعت أَقْوَامًا حَتَّى جعلتهم فِي أَعلَى عليين {إِذا رجت الأَرْض رجّاً} قَالَ: هِيَ الزلزلة {وبست الْجبَال بسّاً} {فَكَانَت هباء منبثّاً} قَالَ: الحكم وَالسُّديّ قَالَ: على هَذَا الْهَرج هرج الدَّوَابّ الَّذِي يُحَرك الْغُبَار {وكنتم أَزْوَاجًا ثَلَاثَة} قَالَ: الْعباد يَوْم الْقِيَامَة على ثَلَاثَة منَازِل {فأصحاب الميمنة مَا أَصْحَاب الميمنة} هم: الْجُمْهُور جمَاعَة أهل الْجنَّة {وَأَصْحَاب المشأمة مَا أَصْحَاب المشأمة} هم أَصْحَاب الشمَال يَقُول: مَا لَهُم وَمَا أعد لَهُم {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} هم مثل النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء بِالْأَعْمَالِ من الْأَوَّلين والآخرين {أُولَئِكَ المقربون} قَالَ: هم أقرب النَّاس من دَار الرَّحْمَن من بطْنَان الْجنَّة وبطنانها وَسطهَا فِي جنَّات النَّعيم {ثلة من الْأَوَّلين وَقَلِيل من الآخرين على سرر موضونة} قَالَ: الموضونة الموصولة بِالذَّهَب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عَلَيْهَا مُتَقَابلين} قَالَ ابْن عَبَّاس: مَا ينظر الرجل مِنْهُم فِي قفا صَاحبه يَقُول: حلقا حلقا {يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون} قَالَ: خلقهمْ الله فِي الْجنَّة كَمَا خلق الْحور الْعين لَا يموتون لَا يشيبون وَلَا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب الَّتِي لَيْسَ لَهَا آذان مثل الصواع والأباريق الَّتِي لَهَا الخراطم الْأَعْنَاق {وكأس من معِين} قَالَ: الكأس من الْخمر بِعَينهَا وَلَا يكون كأس حَتَّى يكون فِيهَا الْخمر فَإِذا لم يكن فِيهَا خمر فَإِنَّمَا هُوَ إِنَاء والمعين يَقُول: من خمر جَار {لَا يصدعون عَنْهَا} عَن الْخمر {وَلَا ينزفون} لَا تذْهب بعقولهم {وَفَاكِهَة مِمَّا يتخيرون} يَقُول: مِمَّا يشتهون يَقُول: يجيئهم الطير حَتَّى يَقع فيبسط جنَاحه فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ مَا اشتهوا نضجاً لم تنضجه النَّار حَتَّى إِذا شَبِعُوا مِنْهُ طَار فَذهب كَمَا كَانَ {وحور عين} قَالَ: الْحور الْبيض وَالْعين الْعِظَام الْأَعْين حسان {كأمثال اللُّؤْلُؤ} قَالَ: كبياض اللُّؤْلُؤ الَّتِي لم تمسه الْأَيْدِي وَلَا الدَّهْر {الْمكنون} الَّذِي فِي الأصداف
ثمَّ قَالَ {جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا} قَالَ: اللَّغْو الْحلف لَا وَالله وبلى وَالله {وَلَا تأثيماً} قَالَ: قَالَ لايموتون {إِلَّا قيلاً سَلاما سَلاما} يَقُول: التَّسْلِيم مِنْهُم وَعَلَيْهِم بَعضهم على بعض قَالَ: هَؤُلَاءِ المقربون ثمَّ قَالَ: {وَأَصْحَاب الْيَمين مَا أَصْحَاب الْيَمين} وَمَا أعد لَهُم {فِي سدر مخضود}

الصفحة 41