كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 8)

والمخضود الموقر الَّذِي لَا شوك فِيهِ {وطلح منضود وظل مَمْدُود} يَقُول: ظلّ الْجنَّة لَا يَنْقَطِع مَمْدُود عَلَيْهِم أبدا {وَمَاء مسكوب} يَقُول: مصبوب {وَفَاكِهَة كَثِيرَة لَا مَقْطُوعَة وَلَا مَمْنُوعَة} قَالَ: لَا تَنْقَطِع حينا وتجيء حينا مثل فَاكِهَة الدُّنْيَا وَلَا مَمْنُوعَة كَمَا تمنع فِي الدُّنْيَا إِلَّا بِثمن {وفرش مَرْفُوعَة} يَقُول: بَعْضهَا فَوق بعض ثمَّ قَالَ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء} قَالَ: هَؤُلَاءِ نسَاء أهل الْجنَّة وَهَؤُلَاء الْعَجز الرمص يَقُول: خلقهمْ خلقا {فجعلناهن أَبْكَارًا} يَقُول: عذارى {عربا أَتْرَابًا} وَالْعرب المتحببات إِلَى أَزوَاجهنَّ والأتراب المصطحبات اللَّاتِي لَا تغرن {لأَصْحَاب الْيَمين ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين} يَقُول: طَائِفَة من الْأَوَّلين وَطَائِفَة من الآخرين {وَأَصْحَاب الشمَال مَا أَصْحَاب الشمَال} مَا لَهُم وَمَا أعد لَهُم {فِي سموم} قَالَ: فيح نَار جَهَنَّم {وحميم} المَاء: الْجَار الَّذِي قد انْتهى حره فَلَيْسَ فَوْقه حر {وظل من يحموم} قَالَ: من دُخان جَهَنَّم {لَا بَارِد وَلَا كريم} إِنَّهُم كَانُوا قبل ذَلِك مترفين قَالَ: مُشْرِكين جبارين {وَكَانُوا يصرون} يُقِيمُونَ {على الْحِنْث الْعَظِيم} قَالَ: على الإِثم الْعَظِيم قَالَ: هُوَ الشّرك {وَكَانُوا يَقُولُونَ أئذا متْنا وَكُنَّا تُرَابا وعظاماً} إِلَى قَوْله: {أَو آبَاؤُنَا الأوّلون} قَالَ: قل يَا مُحَمَّد إِن الْأَوَّلين والآخرين لمجموعون {إِلَى مِيقَات يَوْم مَعْلُوم} قَالَ: يَوْم الْقِيَامَة {ثمَّ إِنَّكُم أَيهَا الضالون} قَالَ: الْمُشْركُونَ المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قَالَ: والزقوم إِذا أكلُوا مِنْهُ خصبوا والزقوم شَجَرَة {فمالئون مِنْهَا الْبُطُون} قَالَ: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عَلَيْهِ من الْحَمِيم} يَقُول: على الزقوم الْحَمِيم {فشاربون شرب الهيم} هِيَ الرمال لَو مطرَت عَلَيْهَا السَّمَاء أبدا لم ير فِيهَا مستنقع {هَذَا نزلهم يَوْم الدّين} كَرَامَة يَوْم الْحساب {نَحن خَلَقْنَاكُمْ فلولا تصدقُونَ} يَقُول: أَفلا تصدقُونَ {أَفَرَأَيْتُم مَا تمنون} يَقُول: هَذَا مَاء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نَحن الْخَالِقُونَ} {نَحن قَدرنَا بَيْنكُم الْمَوْت} فِي المتعجل والمتأخر {وَمَا نَحن بمسبوقين على أَن نبدل أمثالكم} فَيَقُول: نَذْهَب بكم وَنَجِيء بغيركم {وننشئكم فِي مَا لَا تعلمُونَ} يَقُول: نخلقكم فِيهَا لَا تعلمُونَ إِن نَشأ خَلَقْنَاكُمْ قردة وَإِن نَشأ خَلَقْنَاكُمْ خنازير {وَلَقَد علمْتُم النشأة الأولى فلولا تذكرُونَ} يَقُول: فَهَلا تذكرُونَ ثمَّ قَالَ: {أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ} يَقُول: مَا تزرعون [] {أم نَحن الزارعون} يَقُول: أَلَيْسَ نَحن الَّذِي ننبته أم أَنْتُم المنبتون {لَو نشَاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون} يَقُول: تَنْدمُونَ {إِنَّا لمغرمون}

الصفحة 42