كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 8)

وآثارها: أن الله أسرع بالخير والثواب من عبده، وأنه لا يقطع عنه الثواب حتى يقطع العمل.
وفي هذا الحديث: إثبات الفرح لله عز وجل، وهو من الصفات الفعلية، وهو كما يليق بجلال الله وعظمته، وليس هو الرضا كما تأوله المازري والقاضي عياض والنووي (¬١)، وكذلك تأويل الخطابي وابن فورك وابن حجر كله على طريقة الأشاعرة (¬٢)، فتأويل الفرح بالرضا تأويل باطل، ونسبة النووي هذا المعنى إلى العلماء، مراده: علماء الأشاعرة، لا علماء السنة، فهم يؤولون الفرح بالرضا، ثم هم يؤولون الرضا بالثواب، فصفة الفرح غير صفة الرضا، والثواب أثر من آثار صفة الرضا، فلا تُتأول صفة بأخرى، أو تُتأول صفة بأثرها.
---------------
(¬١) المعلم، للمازري (٣/ ٣٣١)، إكمال المعلم، للقاضي عياض (٨/ ٢٤٠)، شرح مسلم، للنووي (١٧/ ٦٠).
(¬٢) فتح الباري، لابن حجر (١١/ ١٠٦).

الصفحة 21