كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 8)

بَابُ الْإِحْسَانِ إِلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ وَالْيَتِيمِ.

[٢٩٨٢] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: ((وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ)).
[خ: ٥٣٥٣]
قوله: ((السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ)): هو الذي يعمل ويكتسب، وينفق عليهما، ويعتني بهما، ويقوم على شؤونهما.
وقوله: ((الْأَرْمَلَةِ)): هي: التي لا زوج لها، أو من فقدت زوجها، ((وَالْمِسْكِينِ)): هو: الفقير الذين أسكنته الحاجة والفقر.
وفي هذا الحديث: بيانُ فضل الساعي على الأرملة، والمسكين، وأنه كالمجاهد في سبيل الله، والقائم والصائم في الفضل والأجر.

[٢٩٨٣] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَيْثِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((كَافِلُ الْيَتِيمِ- لَهُ، أَوْ لِغَيْرِهِ- أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ))، وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
قوله: ((كَافِلُ الْيَتِيمِ)): هو الذي يقوم بالنفقة على اليتيم، وكسوته، وتربيته، وتأديبه وتعليمه عنده في البيت، وغير ذلك، أما ما يسمى الآن بالمؤسسات الخيرية بكفالة اليتيم، فهذه نفقةٌ فيها الأجرُ والفضل، لكنها ليست كفالة؛ لأن الكفالة لا بد لها من أمرين:

الصفحة 412