كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 8)

بَابٌ فِي أَحَادِيثَ مُتَفَرِّقَةٍ

[٢٩٩٦] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ ابْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ)).
قوله: ((خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)): المارج: اللهب المختلط بسواد النار.
وقوله: ((وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ))، يعني: من طين؛ ولهذا فإن إبليس لما أمره الله بالسجود مع الملائكة قال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}، والنار- في زعمه- خير من الطين وأفضل، فكيف يسجد الفاضل للمفضول؟ ! وهذا اعتراض على أمر الله تعالى بقياس فاسد، وأول من قاس قياسًا فاسدًا هو إبليس.

الصفحة 432