كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 8)

وقوله: ((فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي))، أي: بجانبيه.
وقوله: ((إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ))، أي: نصف المسافة.
وقوله: ((فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ))، أي: خرجت أعدو وأسعى سعيًا شديدًا.
وقوله: ((فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ)): لفتة، أي: نظرة إلى جانب، وقوله: ((فَحَانَتْ))، أي: وقعت، ورواه بعضهم: ((حَالَتْ)) (¬١)، وهي بمعنى: حانت.
وقوله: ((فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا، وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ)): فيه: معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، ودليل من دلائل نبوته.
وقوله: ((إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ)): هذه قصة ثانية للنبي صلى الله عليه وسلم في وضع غصنين على قبرين، والقصة الأخرى فيها: أنه جعل جريدتين فغرز في كل قبر واحدة، وقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما (¬٢).
---------------
(¬١) إكمال المعلم، للقاضي عياض (٨/ ٥٧٠).
(¬٢) أخرجه البخاري (٢١٨٩)، ومسلم (٢٩٢).

الصفحة 470