كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 8)

وقد سُمي الخوارج الذين سَبُّوا عليًّا وأصحابه بالنواصب؛ لأنهم نصبوا العداوة لأهل البيت.

[٣٠٢٣] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}، فَرَحَلْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ آخِرَ مَا أُنْزِلَ، ثُمَّ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ.
[خ: ٤٥٩٠]
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، قَالَا جَمِيعًا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ: نَزَلَتْ فِي آخِرِ مَا أُنْزِلَ، وَفِي حَدِيثِ النَّضْرِ: إِنَّهَا لَمِنْ آخِرِ مَا أُنْزِلَتْ.
في هذا الحديث: أن سعيد بن جبير رحمه الله رحل إلى ابن عباس رضي الله عنهما ليسأله عن هذه الآية لمَّا اختلف أهل الكوفة في تفسيرها، وهذا أصل في الرحلة في طلب العلم.
وفيه: أن العلماء ما زالوا يرحلون في طلب العلم؛ وذلك لأن العلم هو الذي يضبط للإنسان العمل، فليس هناك عمل صحيح إلا بالعلم، فالعلم هو وسيلة العمل، والعلم هو طريق السعادة والنجاة، وما زال العلماء يرحلون في طلبه؛ ولهذا قال العلماء: الرحلة في طلب العلم سُنَّة.
وقد رحل الصحابة رضي الله عنهم في طلب العلم، ففي المسند: أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد، واشترى بعيرًا خصَّصه لهذه المهمة، فلما وصل إليه، وسلم عليه قال: ((حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ

الصفحة 497