كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 8)

[٢٧٣٩] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ- أَبُو زُرْعَةَ- حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)).
قوله: ((وَفُجَاءَةِ)): يقال: فُجَاءَة، وفَجْأة.
هذا حديث العظيم فيه أربع دعوات:
الدعوة الأولى: الاستعاذة بالله من زوال النعمة، والنعمة جنس يشمل النعم الدينية والدنيوية.
الدعوة الثانية: الاستعاذة بالله من تحول العافية إلى ضدها، وهي البلاء والفتنة والعذاب والنكبة.
الدعوة الثالثة: الاستعاذة بالله من فُجاءة نقمته.
الدعوة الرابعة: الاستعاذة بالله من كل ما يسخطه.
وهذا دعاء النبي الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الأصل أن يأتي به المؤلف في كتاب الدعوات، إلا أن هذه الدعوات من رقة القلب وخضوعه وخشوعه واستكانته لله تعالى.
والحديث من رواية أبي زرعة، وهو من الحفاظ الكبار، من أقران الإمام مسلم، ولم يرو عنه غير هذا الحديث.

الصفحة 8