كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 8)

أنَّ عُمرَ (¬١). كما في "المُوطَّأ" عندَ جُمهُورِ رُواتهِ (¬٢) غير مَعْنٍ.
ورَوَى هذا الحديثَ يحيى بن سعيدٍ، عن نافِع، عن ابنِ عُمرَ. فقال فيه: "لا تَشْترِهِ، ولا شيئًا من نِتاجِهِ، ولا تَعُدْ في صَدَقتِكَ" (¬٣).
وذكر مالكٌ (¬٤)، عن نافِع، عن ابنِ عُمر، أنَّهُ كان إذا (¬٥) أعْطَى شيئًا في سَبيلِ الله، يقولُ لصاحِبِهِ: إذا بلغتَ وادي القُرَى، فشأنُكَ به.
وعن يحيى بن سعيدٍ، عن سَعيدِ بن المُسيِّبِ، أنَّهُ كان يقولُ: إذا أُعْطِيَ الرَّجُلُ الشَّيءَ في الغَزْوِ، فبلَغَ به رأسَ مَغْزاتِهِ، فهُو لهُ (¬٦).
واختلَفَ الفُقهاءُ في هذا المعنى.
فكان مالكٌ يقولُ: إذا أُعطِيَ فرسًا في سبيلِ الله، فقيلَ لهُ: هُو لكَ في سبيلِ الله، فلهُ أن يَبِيعهُ، وإن قيل لهُ: هُو في سبيلِ الله، رَكِبهُ وردَّهُ (¬٧).
وذكَرَ ابنُ القاسم، عن مالكٍ، قال: وقال مالكٌ: من حُمِلَ على فرسٍ في سبيلِ الله، فلا أرَى لهُ أن ينتفِعَ بشيءٍ من ثَمنِهِ، في غيرِ سبيلِ الله، إلّا أن يُقال لهُ: شأنُكَ به، فافعل فيه ما أردتَ، فإن قيلَ لهُ ذلك، فأراهُ مالًا من مالِهِ، يَعْملُ به في غَزْوِهِ إذا هُو بلَغهُ، ما يعملُ (¬٨) في مالِهِ (¬٩).
---------------
(¬١) قوله: "أن عمر" لم يرد في الأصل.
(¬٢) في م: "الرواة".
(¬٣) أخرجه الشافعي في السنن المأثورة (٣٨٤). ومن طريقه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ١٣/ ٢١ (٥٠٢٣) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بنحوه.
(¬٤) في الموطأ ١/ ٥٧٩ (١٢٩٦).
(¬٥) هذه اللفظة سقطت من الأصل.
(¬٦) أخرجه مالك في الموطأ ١/ ٥٧٩ (١٢٩٧).
(¬٧) انظر: مختصر اختلاف العلماء ٣/ ٤٤٦، والاستذكار ٣/ ٢٥٦.
(¬٨) زاد هنا في ض، م: "به".
(¬٩) البيان والتحصيل ٢/ ٥٤١، والإشراف لابن المنذر ٤/ ١٦٠.

الصفحة 499