كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)
بِمَا قِيلَ فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ قَوْلُهُ فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَتِّلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَوْلُهُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ وَخَاطَبَ عَبْدُ اللَّهِ بِذَلِكَ خَبَّابًا لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي سَأَلَهُ أَوَّلًا وَهُوَ الَّذِي قَالَ قَدْ أَحْسَنَ وَكَذَا ثَبَتَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ عَنْ يَعْلَى عَنِ الْأَعْمَشِ فَفِيهِ قَالَ خَبَّابٌ أَحْسَنْتَ قَوْلُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ هُوَ مَوْصُولٌ أَيْضًا قَوْلُهُ مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ يَقْرَؤُهُ يَعْنِي عَلْقَمَةُ وَهِيَ منقبة عَظِيمَة لعلقمة حَيْثُ شهد لَهُ بن مَسْعُودٍ أَنَّهُ مِثْلُهُ فِي الْقِرَاءَةِ قَوْلُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَلَمْ يَأْنِ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْقَافِ أَيْ يُرْمَى بِهِ قَوْلُهُ رَوَاهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ أَيْ عَنِ الْأَعْمَشِ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ وَقَدْ وَصَلَهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَهُوَ غُنْدَرٌ بِإِسْنَادِهِ هَذَا وَكَأَنَّهُ فِي الزُّهْدِ لِأَحْمَدَ وَإِلَّا فَلَمْ أَرَهُ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ يعلىبن عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ وَوَهَمَ بَعْضُ مَنْ لَقِينَاهُ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا التَّعْلِيقَ مُعَادٌ فِي بَعْضِ النُّسَخِ وَأَنَّ مَحَلَّهُ عَقِبَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَدْ ظَهَرَ لِي أَنْ لَا إِعَادَةَ وَأَنَّهُ فِي جَمِيعِ النُّسَخِ وَأَنَّ الَّذِي وَقَعَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ صَوَابٌ وَأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي أَنَّ شُعْبَةَ رَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي وَصَلَهُ بِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ وَقَدْ أَثْبَتَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي مُسْتَخْرَجِهِ رِوَايَةَ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ بن شِهَابٍ عَنِ الْأَعْمَشِ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي وَصَلَهُ بِهِ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْأَعْمَشِ وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ وَفِي الْحَدِيثِ مَنْقَبَةٌ لِابْنِ مَسْعُودٍ وَحُسْنِ تَأَنِّيهِ فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ وَأَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ كَانَ يَخْفَى عَلَيْهِ بَعْضُ الْأَحْكَامِ فَإِذَا نُبِّهَ عَلَيْهَا رَجَعَ وَلَعَلَّ خَبَّابًا كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ النَّهْيَ عَنْ لِبْسِ الرِّجَالِ خَاتَمَ الذَّهَبِ لِلتَّنْزِيهِ فَنَبَّهَهُ بن مَسْعُود على تَحْرِيمه فَرجع إِلَيْهِ مسرعا
(قَوْلُهُ قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ)
بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ تَقَدَّمَ نَسَبُهُمْ فِي غَزْوَةِ ذِي الْخَلَصَةِ وَالطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرو أَي بن طَرِيفِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فَهْمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو النُّورِ آخِرُهُ رَاءٌ لِأَنَّهُ لَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ بَعَثَهُ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ اجْعَلْ لِي آيَةً فَقَالَ اللَّهُمَّ نَوِّرْ لَهُ
الصفحة 101
756