كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

فَسَطَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَخَافُ أَنْ يَقُولُوا إِنَّهُ مُثْلَةٌ فَتَحَوَّلَ إِلَى طَرَفِ سَوْطِهِ وَكَانَ يُضِيءُ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ ذَكَرَهُ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ وَفِيهَا أَنَّهُ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ أَبُوهُ وَلَمْ تُسْلِمْ أُمُّهُ وَأَجَابَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ قُلْتُ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى تَقَدُّمِ إِسْلَامِهِ وَقد جزم بن أَبِي حَاتِمٍ بِأَنَّهُ قَدِمَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِخَيْبَر وَكَأَنَّهَا قَدمته الثَّانِيَة

[4392] قَوْله عَن بن ذَكْوَانَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ أَبُو الزِّنَادِ قَوْلُهُ اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ وَقَعَ مِصْدَاقُ ذَلِك فَذكر بن الْكَلْبِيِّ أَنَّ حَبِيبَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَثْمَةَ الدَّوْسِيَّ كَانَ حَاكِمًا عَلَى دَوْسٍ وَكَذَا كَانَ أَبُوهُ مِنْ قَبْلِهِ وَعَمَّرَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَكَانَ حَبِيبٌ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لِلْخَلْقِ خَالِقًا لَكِنِّي لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ فَأَسْلَمَ وَأَسْلمُوا وَذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو لِيُحْرِقَ صَنَمَ عَمْرِو بْنِ حَثْمَةَ الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو الْكَفِينِ بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِ الْفَاءِ فَأَحْرَقَهُ وَذَكَرَ مُوسَى بن عقبَة عَن بن شِهَابٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو اسْتُشْهِدَ بَأَجْنَادِينَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَكَذَا قَالَ أَبُو الْأسود عَن عُرْوَة وَجزم بن سَعْدٍ بِأَنَّهُ اسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ وَقِيلَ بِالْيَرْمُوكِ

[4393] قَوْلُهُ حَدثنَا إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد عَن قيس هُوَ بن أَبِي حَازِمٍ قَوْلُهُ لَمَّا قَدِمْتُ أَيْ أَرَدْتُ الْقُدُومَ قَوْلُهُ قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْعِتْقِ وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَأَبَقَ غُلَامٌ لِي لَا يُغَايِرُ قَوْلَهُ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ فِي الْعِتْقِ فَأَضَلَّ أَحَدُهُمَا صَاحبه لِأَن رِوَايَة أبق فسرت وَجه إِلَّا ضلال وَأَنَّ الَّذِي أَضَلَّ هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِخِلَافِ غُلَامه فَإِنَّهُ أبق أَبُو هُرَيْرَةَ مَكَانَهُ لِهَرَبِهِ فَلِذَلِكَ أَطْلَقَ أَنَّهُ أضلّهُ فَلَا يلْتَفت إِلَى إِنْكَار بن التِّينِ أَنَّهُ أَبَقَ وَأَمَّا كَوْنُهُ عَادَ فَحَضَرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يُنَافِيهِ أَيْضًا لِأَنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ رَجَعَ عَنِ الْإِبَاقِ وَعَادَ إِلَى سَيِّدِهِ بِبَرَكَةِ الْإِسْلَامِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَطْلَقَ أَبَقَ بِمَعْنَى أَنَّهُ أضلّ الطَّرِيق فَلَا تتنافى الرِّوَايَتَانِ
(

قَوْله وَفد طَيء وَحَدِيث عدي بن حَاتِم)
أَي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ رَاءٍ ثُمَّ جِيمٍ بِوَزْنِ جَعْفَر بن امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ الطَّائِيِّ مَنْسُوبٌ إِلَى طَيء بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ بن أَدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ يُقَالُ كَانَ اسْمُهُ جَلْهَمَةَ فَسُمِّيَ طَيِّئًا لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ طَوَى بِئْرًا وَيُقَالُ أَوَّلُ مَنْ طَوَى الْمَنَاهِلَ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ عُمَرَ فَقَالَ إِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيء جِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ أَحْمَدُ فِي أَوَّلِهِ أَتَيْتُ عُمَرَ فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي فَجَعَلَ يُعْرِضُ عَنِّي فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ أَتَعْرِفُنِي فَذَكَرَ نَحْوَ مَا أَوْرَدَهُ

الصفحة 102