كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

بِضَم النُّون والمهملة وَقد تسكن بعْدهَا مُوَحدَة هِيَ وَاحِدَة الانصاب وَهُوَ مَا ينصب لِلْعِبَادَةِ من دون الله تَعَالَى وَوَقع فِي رِوَايَة بن أبي شيبَة عَن بن عُيَيْنَة صنما بدل نصبا وَيُطلق النصب وَيُرَاد بِهِ الْحِجَارَة الَّتِي كَانُوا يذبحون عَلَيْهَا للاصنام وَلَيْسَت مُرَادة هُنَا وَتطلق الأنصاب على أَعْلَام الطَّرِيق وَلَيْسَت مُرَادة هُنَا وَلَا فِي الْآيَة قَوْله فَجعل يطعنها بِضَم الْعين وَبِفَتْحِهَا وَالْأول أشهر قَوْله بِعُود فِي يَده وَيَقُول جَاءَ الْحق فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة عِنْد مُسلم يطعن فِي عَيْنَيْهِ بِسِيَةِ الْقوس وَفِي حَدِيث بن عمر عِنْد الفاكهي وَصَححهُ بن حبَان فَيسْقط الصَّنَم وَلَا يمسهُ وللفاكهى وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن عَبَّاس فَلم يبْق وثن استقبله إِلَّا سقط على قَفاهُ مَعَ أَنَّهَا كَانَت ثَابِتَة بِالْأَرْضِ وَقد شدّ لَهُم إِبْلِيس أَقْدَامهَا بالرصاص وَفعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك لاذلال الْأَصْنَام وعابديها ولاظهار أَنَّهَا لَا تَنْفَع وَلَا تضر وَلَا تدفع عَن نَفسهَا شَيْئا قَوْله الأزلام هِيَ السِّهَام الَّتِي كَانُوا يستقسمون بهَا الْخَيْر وَالشَّر وَعند بن أبي شيبَة من حَدِيث جَابر نَحْو حَدِيث بن مَسْعُود وَفِيه فَأمر بهَا فكبت لوجوهها وَفِيه نَحْو حَدِيث بن عَبَّاس وَزَاد قَاتلهم الله مَا كَانَ إِبْرَاهِيم يستقسم بالأزلام ثمَّ دَعَا بزعفران فلطخ تِلْكَ التماثيل وَفِي الحَدِيث كَرَاهِيَة الصَّلَاة فِي الْمَكَان الَّذِي فِيهِ صور لكَونهَا مَظَنَّة الشّرك وَكَانَ غَالب كفر الْأُمَم من جِهَة الصُّور الحَدِيث السَّادِس

[4288] قَوْله حَدثنِي إِسْحَاق هُوَ بن مَنْصُور وَعبد الصَّمد هُوَ بن عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ قَوْلُهُ حَدَّثَنِي أَبِي سَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَلَا بُدَّ مِنْهُ قَوْلُهُ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْد بن سَعْدٍ وَأَبِي دَاوُدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا فَلَمْ يَدْخُلْهَا حَتَّى مُحِيَتِ الصُّوَرُ وَكَانَ عُمَرُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَهَا وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ مَحَا مَا كَانَ مِنَ الصُّوَرِ مَدْهُونًا مَثَلًا وَأَخْرَجَ مَا كَانَ مَخْرُوطًا وَأَمَّا حَدِيثُ أُسَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَرَأَى صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ فَدَعَا بِمَاءٍ فَجَعَلَ يَمْحُوهَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ خَفِيَ عَلَى مَنْ محاها أَولا وَقد حكى بن عَائِذٍ فِي الْمَغَازِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ صُورَةَ عِيسَى وَأُمِّهِ بَقِيَتَا حَتَّى رَآهُمَا بَعْضُ مَنْ أسلم من نَصَارَى غَسَّان فَقَالَ إنَّكُمَا لبلاد غربَة فَلَمَّا هدم بن الزُّبَيْرِ الْبَيْتَ ذَهَبَا فَلَمْ يَبْقَ لَهُمَا أَثَرٌ وَقَدْ أَطْنَبَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ فِي كِتَابِ مَكَّةَ فِي تَخْرِيجِ طَرِيقِ هَذَا الْحَدِيثِ فَذَكَرَ مَا تَقَدَّمَ وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ بن جُرَيْجٍ سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَطَاءً أَدْرَكْتَ فِي الْكَعْبَةِ تَمَاثِيلَ قَالَ نَعَمْ أَدْرَكْتُ تَمَاثِيلَ مَرْيَمَ فِي حِجْرِهَا ابْنُهَا عِيسَى مُزَوَّقًا وَكَانَ ذَلِكَ فِي الْعَمُودِ الْأَوْسَطِ الَّذِي يَلِي الْبَابَ قَالَ فَمَتَى ذَهَبَ ذَلِكَ قَالَ فِي الْحَرِيقِ وَفِيه عَن بن جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِطَمْسِ الصُّوَرِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْبَيْتِ وَهَذَا سَنَدٌ صَحِيحٌ وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْرَانَ عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى بن عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَأَمَرَنِي فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي دَلْوٍ فَجَعَلَ يَبُلُّ الثَّوْبَ وَيَضْرِبُ بِهِ عَلَى الصُّوَرِ وَيَقُولُ قَاتَلَ اللَّهُ قَوْمًا يُصَوِّرُونَ مَا لَا يخلقون وَقَوله وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي بَابِ مَنْ كَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْكَعْبَةِ مِنْ كِتَابِ الْحَجِّ وَفِيهِ الْكَلَامُ عَلَى مَنْ أَثْبَتَ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ وَمَنْ نَفَاهَا قَوْلُهُ تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ وَصَلَهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ قَوْلُهُ وَقَالَ وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي أَنَّهُ أَرْسَلَهُ وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصغاني بِإِثْبَات بن عَبَّاسٍ فِي التَّعْلِيقِ عَنْ وُهَيْبٍ وَهُوَ خَطَأٌ وَرَجَّحْتُ الرِّوَايَةَ الْمَوْصُولَةَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ لِاتِّفَاقِ عَبْدِ الْوَارِث وَمعمر على ذَلِك عَن أَيُّوب

الصفحة 17