كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

وَكَذَا مَرْزُوقٌ وَالْأَزْرَقُ زَوْجُ سُمَيَّةَ وَالِدَةِ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدٍ الَّذِي صَارَ يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بن أَبِيهِ وَالْأَزْرَقُ أَبُو عُقْبَةَ وَكَانَ لِكِلْدَةَ الثَّقَفِيِّ ثُمَّ حَالَفَ بَنِي أُمَيَّةَ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَهُ لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِيُعَلِّمَهُ الْإِسْلَامَ وَوَرْدَانُ وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ وَيُحَنَّسُ النَّبَّالُ وَكَانَ لِابْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيِّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ جَابِرٍ وَكَانَ لِخَرَشَةَ الثَّقَفِيِّ وَبَشَّارٌ وَكَانَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَنَافِعٌ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ كِلْدَةَ وَنَافِعٌ مَوْلَى غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ وَيُقَالُ كَانَ مَعَهُمْ زِيَادُ بْنُ سُمَيَّةَ وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ حِينَئِذٍ لِصِغَرِهِ وَلَمْ أَعْرِفْ أَسْمَاءَ الْبَاقِينَ قَوْلُهُ تَسَوَّرَ أَيْ صَعَدَ إِلَى أَعْلَاهُ وَهَذَا لَا يُخَالِفُ قَوْلُهُ تَدَلَّى لِأَنَّهُ تَسَوَّرَ مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلَاهُ ثمَّ تدلى مِنْهُ
[] قَوْله وَقَالَ هِشَام هُوَ بن يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ وَلَمْ يَقَعْ لِي مَوْصُولًا إِلَيْهِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ لَكِنْ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَحْدَهُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ وَحْدَهُ بِغَيْرِ شَكٍّ وَغَرَضُ الْمُصَنِّفِ مِنْهُ مَا فِيهِ مِنْ بَيَانِ عَدَدِ مَنْ أُبْهِمَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى فَإِنَّ فِيهَا تَسَوَّرَ مِنْ حِصْنِ الطَّائِفِ فِي أُنَاسٍ وَفِي هَذَا فَنَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَّائِفِ وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ لَمْ يَنْزِلْ مِنْ سُوَرِ الطَّائِفِ غَيْرُهُ وَهُوَ شَيْءٌ قَالَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي مَغَازِيهِ وَتَبِعَهُ الْحَاكِمُ وَجَمَعَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرَةَ نَزَلَ وَحْدَهُ أَوَّلًا ثُمَّ نَزَلَ الْبَاقُونَ بَعْدَهُ وَهُوَ جمع حسن وروى بن أبي شيبَة وَأحمد من حَدِيث بن عَبَّاسٍ قَالَ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ كُلَّ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ من رَقِيق الْمُشْركين وَأخرجه بن سَعْدٍ مُرْسَلًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ

(الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَهُوَ أَوَّلُ الْأَحَادِيثِ فِي قِسْمَةِ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ بِالْجِعْرَانَةِ)
قَوْلُهُ

[4328] وَهُوَ نَازِلٌ بَالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ أَمَّا الْجِعْرَانَةُ فَهِيَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَقَدْ تُسَكَّنُ الْعَيْنُ وَهِيَ بَيْنَ الطَّائِفِ وَمَكَّةَ وَإِلَى مَكَّةَ أَقْرَبُ قَالَهُ عِيَاضٌ وَقَالَ الْفَاكِهِيُّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ بَرِيدٌ وَقَالَ الْبَاجِيُّ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلًا وَقَدْ أَنْكَرَ الدَّاوُدِيُّ الشَّارِحَ قَوْلَهُ إِنَّ الْجِعْرَانَةَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَكَذَا جَزَمَ النَّوَوِيُّ بِأَنَّ الْجِعْرَانَةَ بَيْنَ الطَّائِفِ وَمَكَّةَ وَهُوَ مُقْتَضَى مَا تَقَدَّمَ نَقَلُهُ عَنِ الفاكهي وَغَيره قَوْله أَعْرَابِي لم أَقف علىاسمه قَوْلُهُ أَلَا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي يُحْتَمَلُ أَنَّ الْوَعْدَ كَانَ خَاصًّا بِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا وَكَانَ طَلَبُهُ أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ نَصِيبَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَمَرَ أَنْ تُجْمَعَ غَنَائِمُ حُنَيْنٍ بَالْجِعْرَانَةِ وَتَوَجَّهَ هُوَ بِالْعَسَاكِرِ إِلَى الطَّائِفِ فَلَمَّا رَجَعَ مِنْهَا قَسَمَ الْغَنَائِمَ حِينَئِذٍ بَالْجِعْرَانَةِ فَلِهَذَا وَقَعَ فِي كَثِيرٍ مِمَّنْ كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ اسْتِبْطَاءُ الْغَنِيمَةِ وَاسْتِنْجَازُ قِسْمَتِهَا قَوْلُهُ أَبْشِرْ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ أَيْ بِقُرْبِ الْقِسْمَةِ أَوْ بِالثَّوَابِ الْجَزِيلِ عَلَى الصَّبْرِ قَوْلُهُ فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ هِيَ زَوْجُ النَّبِيِّ وَهِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَلِهَذَا قَالَتْ لِأُمِّكُمَا قَوْلُهُ فَأَفْضِلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً أَي بَقِيَّة وَفِي

الصفحة 46