كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

(الْحَدِيثُ السَّابِعُ حَدِيثُ أَنَسٍ)
أَوْرَدَهُ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي التَّيَّاحِ وَهِشَامِ بْنِ زَيْدٍ وَقَتَادَةَ كُلِّهِمْ عَنْ أَنَسٍ وَفِي رِوَايَةِ بَعْضِهِمْ مَا لَيْسَ فِي رِوَايَةِ الْآخَرِ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا فِي رِوَايَاتِهِمْ مِنْ فَائِدَةٍ فِي الَّذِي قَبْلَهُ وَهِشَام فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ هُوَ بن يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ وَأَبُو التَّيَّاحِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَإِسْنَادُهُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ وَكَذَا طَرِيقُ قَتَادَةَ وَهِشَام بن زيد هُوَ بن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَقَدْ أَوْرَدَ حَدِيثَهُ مِنْ طَرِيقين فَالْأولى عَن أَزْهَر وَهُوَ بن سَعْدٍ السَّمَّانُ وَالثَّانِيَةُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ الْعَنْبَري كِلَاهُمَا عَن بن عَوْنٍ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَجَمِيعُهُمْ بَصْرِيُّونَ

[4332] قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي التَّيَّاحِ لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ فِي قُرَيْشٍ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنْ شَيْخِهِ وَلَهُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَهِيَ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَوَقَعَ عِنْدَ الْقَابِسِيّ غَنَائِم قُرَيْشٍ وَلِبَعْضِهِمْ غَنَائِمَ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ خَطَأٌ لِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّ مَكَّةَ لَمَّا فُتِحَتْ قُسِمَتْ غَنَائِمُ قُرَيْشٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلِ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ زَمَانُ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ يَشْمَلُ السَّنَةَ كُلَّهَا وَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ حُنَيْنٍ نَاشِئَةً عَنْ غَزْوَةِ مَكَّةَ أُضِيفَتْ إِلَيْهَا كَمَا تَقَدَّمَ عَكْسُهُ وَقَدْ قَرَّرَ ذَلِكَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فَقَالَ قَوْلُهُ يَعْنِي فِي رِوَايَةٍ لَمَّا افْتُتِحَتْ مَكَّةُ قُسِمَتِ الْغَنَائِمُ يُرِيدُ غَنَائِمَ هَوَازِنَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ غَنِيمَةٌ تُقْسَمُ وَلَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا حُنَيْنًا بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقَرِيبَةِ وَكَانَ السَّبَبُ فِي هَوَازِنَ فَتْحُ مَكَّةَ لِأَنَّ الْخُلُوصَ إِلَى مُحَارَبَتِهِمْ كَانَ بِفَتْحِ مَكَّةَ وَقَدْ خَطَّأَ الْقَابِسِيُّ الرِّوَايَةَ وَقَالَ الصَّوَابُ فِي قُرَيْشٍ وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ بِلَفْظِ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ قَالَتِ الْأَنْصَارُ وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهْوَ الْعَجَبُ إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ الْحَدِيثَ فَهَذَا لَا إِشْكَالَ فِيهِ

[4333] قَوْلُهُ أَنْبَأْنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ فِي رِوَايَةِ مُعَاذٍ عَنْ هِشَامٍ

[4334] قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ كَذَا وَقَعَ بِالْإِفْرَادِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالْمَعْرُوفُ حَدِيثُو عَهْدٍ وَكَتَبَهَا الدِّمْيَاطِيُّ بِخَطِّهِ حَدِيثُو عَهْدٍ وَفِيهِ نَظَرٌ وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَن قُريْشًا كَانُوا قريب عَهْدٍ قَوْلُهُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْجِيمِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ ثُمَّ رَاءٌ مُهْمَلَةٌ وَلِلسَّرَخْسِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الْجِيمِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ ثُمَّ زَاي مِنَ الْجَائِزَةِ قَوْله فِي

الصفحة 54