كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)
تَلِدُ زَادَ أَبُو ذَرٍّ وَلَا تُلَقَّحُ شَيْئًا أخرج بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ الْعَقِيمُ الَّتِي لَا تَلِدُ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الْعَقِيمُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ خُصَيْفٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الرِّيحُ الْعَقِيمُ الَّتِي لَا تُلْقِحُ شَيْئا قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ وَالْحُبُكُ اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَأَخْرَجَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لِأَنَّ سَمَاعَ الثَّوْرِيِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ كَانَ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجه آخر صَحِيح عَن بن عَبَّاسٍ وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله ذَات الحبك قَالَ ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ حُبِكَتْ بِالنُّجُومِ وَمِنْ طَرِيق عمرَان بن جدير سُئِلَ عِكْرِمَة عَن قَوْله ذَات الحبك قَالَ ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ أَلَمْ تَرَ إِلَى النَّسَّاجِ إِذَا نَسَجَ الثَّوْبُ قَالَ مَا أَحْسَنَ مَا حبكه قَوْله فِي غمرة فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادُونَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِأَبِي ذَرٍّ فِي غَمْرَتِهِمْ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِوُقُوعِهِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَأَمَّا الثَّانِي فَهُوَ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ لَكِنَّ قَوْلَهُ فِي ضَلَالَتِهِمْ يُؤَيِّدُ الثَّانِي وَكَأَنَّهُ ذَكَرَهُ كَذَلِكَ هُنَا لِلِاشْتِرَاكِ فِي الْكَلِمَةِ وَقَدْ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهون قَالَ فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادُونَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ فِي صَلَاتِهِمْ أَوْ ضَلَالَتِهِمْ بِالشَّكِّ وَالْأَوَّلُ تَصْحِيفٌ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ تَوَاصَوْا بِهِ تَوَاطَئُوا سقط هَذَا لأبي ذَر وَقد أخرجه بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أتواصوا بِهِ تَوَاطَئُوا عَلَيْهِ وَأَخَذَهُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَإِذَا كَانَتْ شِيمَةٌ غَالِبَةٌ عَلَى قَوْمٍ قِيلَ كَأَنَّمَا تَوَاصَوْا بِهِ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ هَلْ أَوْصَى الْأَوَّلُ الْآخِرَ مِنْهُمْ بِالتَّكْذِيبِ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ مُسَوَّمَةً مُعَلَّمَةً مِنَ السيما هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة وَوَصله بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله مسومة قَالَ مُعَلَّمَةً وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله مسومة قَالَ مَخْتُومَةً بِلَوْنٍ أَبْيَضَ وَفِيهِ نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ وَبِالْعَكْسِ قَوْلُهُ قُتِلَ الْإِنْسَانُ لُعِنَ سَقَطَ هَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ قُتِلَ بلعن فِي أَوَائِل السُّورَة وَأخرج بن الْمُنْذر من طَرِيق بن جريج فِي قَوْله قتل الخراصون قَالَ هِيَ مِثْلُ الَّتِي فِي عَبَسَ قُتِلَ الْإِنْسَان تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرِ الْبُخَارِيُّ فِي هَذِهِ السُّورَةِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَيَدْخُلُ فِيهَا عَلَى شَرْطِهِ حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ صَحِيح وَصَححهُ بن حبَان
(قَوْلُهُ سُورَةُ الطُّورِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَاقْتَصَرَ الْبَاقُونَ عَلَى وَالطُّورِ وَالْوَاو للقسم
الصفحة 601