كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

يَنْسِبْهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِمْ بِالتَّحْتَانِيَّةِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ إِنَّمَا هُوَ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ النَّرْسِيُّ وَمَا لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَآخَرَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ وَجَزَمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ صَاحِبُ الْمَشَارِقِ وَالْمَطَالِعِ وَأَمَّا الدِّمْيَاطِيُّ فَضَبَطَهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَعَيَّنَ أَنَّهُ الرَّقَّامُ وَنُوزِعَ فِي ذَلِكَ وَالصَّوَاب النَّرْسِي قَوْله عبد الْوَاحِد هُوَ بن زِيَادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ بِتَحْتَانِيَّةٍ بَعْدَهَا ذَالٌ مُعْجَمَةٌ وَهُوَ مُدْلِجِيٌّ بَصْرِيٌّ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَرُمِيَ بِالْإِرْجَاءِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْمَوْضِعِ وَقَدْ أَوْرَدَهُ فِي الْحَجِّ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ شَيْخِ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ فِيهِ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ هُنَاكَ مُسْتَوْفًى

(الْحَدِيثُ الرَّابِعُ)
[4347] قَوْلُهُ حَدَّثَنِي حِبَّانُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ ثمَّ نون بن مُوسَى وَعبد الله هُوَ بن الْمُبَارَكِ قَوْلُهُ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْوَقْتِ الَّذِي بَعَثَهُ فِيهِ وَمَا فِيهِ مِنَ اخْتِلَافٍ فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الزَّكَاةِ مَعَ بَقِيَّةِ شَرْحِ الْحَدِيثِ مُسْتَوْفًى وَلِلَّهِ الْحَمْدُ قَوْلُهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ طَوَّعَتْ طَاعَتْ وَأَطَاعَتْ وَقَعَ هَذَا وَمَا بَعْدَهُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالنَّسَفِيِّ وَأَرَادَ بِذَلِكَ تَفْسِيرَ قَوْلِهِ تَعَالَى فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفسه قتل أَخِيه عَلَى عَادَتِهِ فِي تَفْسِيرِ اللَّفْظَةِ الْغَرِيبَةِ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا وَافَقَتْ لَفْظَةً مِنَ الْحَدِيثِ وَالَّذِي وَقَعَ فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا فَإِن عِنْد بعض رُوَاته كَمَا ذكره بن التِّينِ فَإِنْ هُمْ طَاعُوا بِغَيْرِ أَلِفٍ وَقَدْ قَرَأَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَطَائِفَةٌ مَعَهُ فَطَاوَعَتْ لَهُ نَفسه قَالَ بن التِّينِ إِذَا امْتَثَلَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَإِذَا وَافَقَهُ فَقَدْ طَاوَعَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الطَّوْعُ نَقِيضُ الْكُرْهِ وَطَاعَ لَهُ انْقَادَ فَإِذَا مَضَى لِأَمْرِهِ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ السِّكِّيتِ طَاعَ وَأَطَاعَ بِمَعْنَى وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ طَاعَ لَهُ يَطُوعُ طَوْعًا فَهُوَ طَائِعٌ بِمَعْنَى أَطَاعَ وَالْحَاصِلُ أَنَّ طَاعَ وَأَطَاعَ اسْتُعْمِلَ كُلٌّ مِنْهُمَا لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا إِمَّا بِمَعْنَى وَاحِدٍ مِثْلَ بَدَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَأَبْدَأَهُ أَوْ دَخَلَتِ الْهَمْزَةُ لِلتَّعْدِيَةِ وَفِي اللَّازِمِ لِلصَّيْرُورَةِ أَوْ ضَمَّنَ الْمُتَعَدِّي بِالْهَمْزَةِ مَعْنَى فِعْلٍ آخَرَ لَازِمٍ لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِاللُّغَةِ فَسَرُّوا أَطَاعَ بِمَعْنَى لَانَ وَانْقَادَ وَهُوَ اللَّائِقُ فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ هُنَا وَإِنْ كَانَ الْغَالِبُ فِي الرُّبَاعِيِّ التَّعَدِّيَ وَفِي الثُّلَاثِيِّ اللُّزُومَ وَهَذَا أَوْلَى مِنْ دَعْوَى فَعَلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنَى وَاحِدٍ لِكَوْنِهِ قَلِيلًا وَأَوْلَى مِنْ دَعْوَى أَنَّ اللَّامَ فِي قَوْلِهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ زَائِدَةٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا فِي شَرْحِ الْحَدِيثِ فِي الزَّكَاةِ وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ طُعْتُ طِعْتُ وَأَطَعْتُ الأولى بِالضَّمِّ وَالثَّانِيَةُ بِالْكَسْرِ وَالثَّالِثَةُ بِالْفَتْحِ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ فِي أَوله

الصفحة 64