كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 8)

(قَوْلُهُ بَابُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا)
زمرا وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا قَالَ زُمَرًا زُمَرًا ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي تَفْسِيرِ الزُّمَرِ وَقَوْلُهُ

[4935] أَبَيْتُ بِضَمٍّ أَيْ أَنْ أَقُولَ مَا لَمْ أَسْمَعْ وَبِالْفَتْحِ أَي أَن أعرف ذَلِك فَإِنَّهُ غيب

(قَوْلُهُ سُورَةُ وَالنَّازِعَاتِ)
كَذَا لِلْجَمِيعِ قَوْلُهُ زَجْرَةٌ صَيْحَةٌ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِهِ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِد ترجف الراجفة هِيَ الزَّلْزَلَةُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِهِ بِلَفْظِ ترجف الأَرْض وَالْجِبَال وَهِيَ الزَّلْزَلَةُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْآيَةُ الْكُبْرَى عَصَاهُ وَيَده وَصله الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا وَكَذَا قَالَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ قَوْلُهُ سَمْكَهَا بِنَاءَهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ ثَبَتَ هَذَا هُنَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَوْلُهُ طَغَى عَصَى ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِهِ قَوْلُهُ النَّاخِرَةُ وَالنَّخِرَةُ سَوَاءٌ مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ وَالْبَاخِلِ وَالْبَخِيلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عِظَامًا نَخِرَةً نَاخِرَةٌ وَنَخِرَةٌ سَوَاءٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ مِثْلَهُ قَالَ وَهُمَا قِرَاءَتَانِ أَجْوَدُهُمَا ناخرة ثمَّ أسْند عَن بن الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَا بَالُ صبيان يقرؤون نَخِرَةً إِنَّمَا هِيَ نَاخِرَةً قُلْتُ قَرَأَهَا نَخِرَةً بِغَيْرِ أَلِفٍ جُمْهُورُ الْقُرَّاءِ وَبِالْأَلِفِ الْكُوفِيُّونَ لَكِنْ بِخُلْفٍ عَنْ عَاصِمٍ تَنْبِيهٌ قَوْلُهُ وَالْبَاخِلُ وَالْبَخِيلُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِالنُّونِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ فِيهِمَا وَلِغَيْرِهِ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَابُ وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ قَالَ هُوَ بِمَعْنَى الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ والباخل وَالْبخل وَقَوْلُهُ سَوَاءٌ أَيْ فِي أَصْلِ الْمَعْنَى وَإِلَّا فَفِي نَخِرَةً مُبَالَغَةٌ لَيْسَتْ فِي نَاخِرَةً قَوْلُهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ النَّخِرَةُ الْبَالِيَةُ وَالنَّاخِرَةُ الْعَظْمُ الْمُجَوَّفُ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخُرُ قَالَ الْفَرَّاءُ فَرَّقَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ بَيْنَ النَّاخِرَةِ وَالنَّخِرَةِ فَقَالَ النَّخِرَةُ الْبَالِيَةُ وَالنَّاخِرَةُ الْعَظْمُ الْمُجَوَّفُ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرّيح فينخر والمفسر الْمَذْكُور هُوَ بن الْكَلْبِيِّ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ الرَّاوِي عَنْ أبي عُبَيْدَة سَمِعت بن الْكَلْبِيِّ يَقُولُ نَخِرَةٌ يَنْخُرُ فِيهَا الرِّيحُ وَنَاخِرَةٌ بَالِيَةٌ وَأَنْشَدَ لِرَجُلٍ مِنْ فَهْمٍ يُخَاطِبُ فَرَسَهُ فِي يَوْم ذِي قارحين تَحَارَبَتِ الْعَرَبُ وَالْفُرْسُ أَقْدِمْ نَجَاحُ إِنَّهَا الْأَسَاوِرَهْ فَإِنَّمَا قَصْرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَهْ ثُمَّ تَعُودُ بَعْدَهَا فِي الْحَافِرَهْ مِنْ بَعْدِ مَا كُنْتَ عِظَامًا ناخره

الصفحة 690